هذه المقالة إنذار نهائي ، لكل المستثمرين ، الذي يفكرون في إنشاء مولات تجارية ، أو جامعات .. ونحن في مصر غرقناها مولات وغرقناها بمائة جامعة هادفة للربح ( وليس كما يقولون غير هادفة للربح ) . كما توجهت شريحة كبيرة من المدخرات أو الإستثمارات المصرية ، لشراء المولات أو دكاكين في المولات . وعلينا أن نفكر منذ الآن في أنشاء نقابة لمعاشات المستثمرين قبل ما تتعالي أصواتهم إالحقونا بنفلس …
الذي كتب المقال الدكتور عبد المنعم سعيد وهو من كتاب الواقع والمستقبل ، كما يقولون يتمتع برؤية حدثية وموضوعه للمستقبل ..
الدكتور سعيد يقول إن شركات المولات في أمريكا تغلق أبوابها تباعا ، فروعا ، أو مقرات رئيسية . وأن مشروعية جامعة بلا جدران لم تعد حلما بعيد جغرافيا عن المنطقة العربية . لا تركيا دشنت بالفعل أول جامعة بحر أوسطية بلا جدران .
المقال يستغرق من حضرتك نصف دقيقة . لكنه يقدم لك البهاريز ..
نهاية العلاقة! عبد المنعم سعيد
منذ ذهبت إلى الولايات المتحدة فى عام ١٩٧٧ وجدت أن للأسواق أهمية خاصة كبيرة وفخمة وفيها من السلع كثير الأنواع والأشكال. وبشكل ما كانت رخيصة حتى لطالب زائر لم يكن لديه من الدخل إلا قدر ضئيل. كانت هناك سلع لا ترتفع أسعارها أبدا مثل البيض والدجاج والغذاء بوجه عام؛ ولكن ما بدا مثيرا بعد الأعوام أن المولات زاد عددها، وبقاياها ذهبت إلى مولات أخرى تعرف بأنها اوت ليت أكثر رخصا. تغيرت الأمور عبر العقود، وعرفت أمريكا أشكالا من التضخم، ولكن القفزة الكبيرة أتت مع السنوات الأخيرة حيث أزمة الكورونا وحرب أوكرانيا. لم يعد الحال كما كان وارتفعت الأسعار بأكثر مما يتصور الخلق. ولكن الجديد كان أن الأسواق الشهيرة بدأت تغلق الواحدة بعد الأخري؛ وفى الزيارة غير القصيرة نسبيا سوف تكتشف أن هناك نهاية للعلاقة المباشرة ما بين المشترى والبائع. سبب الإفلاس والإغلاق هو أن الناس تشترى أون لاين وتقوم شركة أمازون أو غيرها بنقل البضاعة إلى منزلك أو شقتك أو أينما تعيش.
المؤكد أنه لن تمض خمس سنوات أخرى وبالتأكيد حتى نهاية العقد إلا وتكون ما نسميه الأسواق أو المحلات والمولات الكبيرة والصغيرة سوف تغلق. تطعيم هذه المؤسسات بسينمات الشاشات الكبيرة لا يفلح فى وقف ما هو مقدر؛ أغلبية الأفلام يمكن مشاهدتها فى المنزل من خلال شركات خاصة. التليفزيون بدأت فيه ثورة عن طريق الريموت الذى لم يعد كما كان تحت الطلب يشير إلى القنوات، وحتى يقبل الشركات الخاصة، وإنما أصبح فيه الدخول مباشرة إلى ما تريد، وقنوات الأخبار يجرى خلطها لكى تختار ما تسمع وتشاهد. فى نهاية الثمانينيات ذهبت إلى تركيا فى إطار مشروع لاختيار نموذج جامعة عظمي؛ فكانت المجموعة التى وقع بى الحظ فيها، أنها سوف تكون جامعة بلا مبان ولا امتحانات ولا شهادات. تدخلها متى تريد أن تتعلم شيئا وتخرج؟!.