فيديو لطالب جامعى من غزة فى إحدى الجامعات المصرية، منشور ويشير بكثافة على أكس (تويتر) يطالب فيه بإعفاء الطلاب الغزاويين من الرسوم الدراسية لهذا العام لتعذر إمكانية تحويل أموال لهم من أهلهم فى ظل الظروف القاسية التى تمر بها غزة.
وقبل أن يطلبها، كانت جمعية «صناع الخير» تتكفل بمصروفات (٥٠ طالبًا) فى كليات الطب فى المنصورة والزقازيق، ويوم الأحد المقبل هناك كشف بـ(٨٥ طالبًا وطالبة) من غزة سيتم دفع مصروفاتهم (دراسة وإقامة ومعيشة).
ويقينى أن الدكتور «أيمن عاشور»، وزير التعليم العالى، ورؤساء الجامعات المصرية (حكومية وخاصة وأهلية) جميعًا لن يتأخروا عن تلبية النداء.
وبالسوابق يُعرفون، الحكومة المصرية بكافة مؤسساتها لم تتأخر يومًا عن دعم إخوتنا فى غزة، وتمدهم بما استطاعت إليه سبيلًا، (نحو عشرة آلاف طن مساعدات غذائية وطبية ومعيشية حتى تاريخه).
وطلاب غزة، بين ظهرانينا، فى أعيننا، قلب مصر الكبير يتسع للغريب، فما بالك بالقريب؟!، وليس بغريب على شعبنا الطيب، شعب كريم يطلّعها من بقه ليُطعم الحبيب، وفى ديارنا يشيع القول كرمًا: «من الكتف ده زاد، ومن الكتف ده مَيّة، وإذا ما شالتكم الأرض تشيلكم العيون».
وليس بجديد على مصر، لا ينقطع نهر الخير من أهل الخير، مصر كبيرة قولًا وفعلًا، كبيرة رغم أنف المرجفين، مصر عظيمة، ومهما فاتت عليها المحن، ومر بها الزمان، مصر كريمة تمد يدها لأبنائنا فى غزة بالخير.
المبادرات الطيبة كمبادرة (صناع الخير) وغيرها من المبادرات الأهلية التى تُنشر تباعًا فى الفضاء الإلكترونى، وتنادى على طلاب غزة إذا احتاجوا معونة، دليل على المعانى الطيبة المتجذرة فى هذا الشعب الصابر على المحن، وهو يناضل من أجل الحياة لا يشيح بوجهه ولا يتلهى عن الهَمّ الفلسطينى بضائقة اقتصادية، ومبادرات مثيلة من رؤساء الجامعات ستخفف كثيرًا من آلام الطلاب الغزاويين.
لا تطبيل ولا شخاليل، ولا حكى مكرور عن فيض كرم، هذا هو دور مصر، ومصر لا تتخلى عن دورها التاريخى، مصر العظيمة يقودها قائد محترم فى قلب شعب كريم يسير على قواعد وطنية حاكمة مستمدة من واجب عربى تحمله مصر صابرة.
الدولة المصرية تتمتع بحس إنسانى راقٍ، وتحمل الغرم ولا تتململ، ولا تضجر، وتحتضن المحبين بين ظهرانينا أبدًا لا تطلق عليهم لاجئين، تسعة ملايين عربى وإفريقى وبينهم إخوة فلسطينيون يعيشون بيننا، لهم فى مصر ما للمصريين، حقوق وواجبات، وجامعات ومدارس ومستشفيات وفرص عمل، يقتسمون اللقمة مغموسة بعرق العافية.
مصر الكبيرة يقودها رجل كبير بحجم مصر، وحجم مصر يُقاس بالدور، والدور مستوجب، والمساعدات ليست مَنًّا، ولا يتبعها أَذًى، وليست بمقابل حاضرًا أو مستقبلًا، بل هى كرم مصرى خالص، وما عُرفت مصر إلا بالكرم.