وجه رؤساء حزب الوفد السابقين وعدد من رموزه البيان التالي إلى أبناء حزب الوفد…
أبناء الوفد تابعنا كما تابعتم الانتخابات الرئاسية والتي أسفرت عن نتيجة لا تليق بالوفد وبمكانته السياسية، وهو الحزب الذي وصفه السيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي بأنه أهم قلاع الحياة السياسية المصرية، والأمين علي تراث الحركة الوطنية المصرية.
و من هذا المنطلق وايمانا منا بتاريخ هذا الحزب الذي يضرب بجذوره في عمق تراثنا الوطني ونضال أمتنا من أجل الحرية والدستور والديمقراطية، وتحملا منا لمسئوليتنا تجاه حزبنا، ندعو كافة مؤسسات الحزب وأعضائه إلي الاعتراف دون مكابرة بأن هذه النتيجة كانت انعكاسا لمجمل الأخطاء التي شابت الأداء السياسي للحزب، وانفصاله عن واقع أمته وشارعها السياسي والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها مصر .
ونؤكد أن الاعتراف بصراحة وبوضوح وبمكاشفة جادة بالمشاكل القائمة وبأسبابها الحقيقية دون مواربة عبر حوار شفاف هادئ متزن، وبآلية مقبولة من الجميع وفي القلب منهم أعضاء الوفد هو البداية الجادة للإصلاح الحقيقي.
هذا الإصلاح الذي نتطلع إليه يقتضي اعلاء المصلحة الوطنية أولا ومصلحة الوفد ثانيا، باعتبار الوفد أداة لخدمة قضايا الوطن والأمة كما يقتضي الأمر أن يتم هذا الإصلاح المطلوب في هدوء أخذا في الاعتبار الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا والتحديات التي تواجهها، وأن تتم المحاسبة بحكمة وعقلانية و امانة .
أبناء الوفد: لقد عكست نتائج الانتخابات الرئاسية فقدان الحزب للتأييد الشعبي نتيجة لتزايد الصراعات والخلافات الداخلية ونالت من مكانته في الشارع المصري، وتخلي قياداته عن تراثه وقيمه بالإيمان بالحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني ففقد بوصلته . أبناء الوفد
إننا ندرك ونعرف معاناتكم في الشارع المصري وفي مواجهة الأحزاب الأخرى، لفقدانكم الدعم المعنوي والمادي من مؤسسات الحزب ، المنوط بها إدارة دولاب العمل به ، واعداد اللجان العامة والمركزية لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية.
و نعلم أنه لا مناص من ضرورة فتح الطريق لبارقة أمل جديدة تعيد للوفد وحدته ومكانته، عبر مشروع إعادة بناء شامل لكافة مؤسسات الحزب، ينهض به ويعيده لصدارة المشهد السياسي في خارطة مستقبل الجمهورية الجديدة، وتنهي ما يعانيه الحزب من غياب حقيقي عن المشهد السياسي الراهن، ولن يتأتى ذلك إلا بشجاعة الاعتراف بالأخطاء وضرورة إصلاحها .
أبناء الوفد إننا معكم و لن نتخل عنكم وسنكون في الصف الأول من أجل اصلاح مسار الوفد باعتباره رافدا أساسيا من روافد الحركة الوطنية المصرية أمس واليوم وغدا. فقد عاهدنا الله بأننا لن نخون الأمانة وسنحافظ علي تراث الآباء والأجداد كي تسود الديمقراطية والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية في مصر الغالية. بكم سيبقي الوفد وستعيش رسالته.