حمدي رزق يكتب: فُطُور المحبة وبدعوته المبكرة الكريمة إلى فُطُور رمضاني جريا على عادة أسرته المصرية الأصيلة، أعادنى الصديق «منير فخري عبد النور» إلى «مربع المحبة» التى جبلت عليها أجيال تربت على معانى «الوحدة القلبية» قبل أن تسمى «الوحدة الوطنية».. وأفضلها «الوحدة الروحية»، الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف..
فُطُور الأحبة احتفاء بالأحباب، إخوة الوطن يبدعون إبداعا راقيا فى المحبة، ويرسمون لوحات ملونة بحبر القلب، ولا يمررون المناسبات السعيدة دون لمحات طيبة، طوبى للساعين إلى الخير.
يقولون فى المحروسة «قرب حبة تزيد محبة»، ومنسوب نهر المحبة والحمد لله عاد مرتفعا بين الأحباب، المصريون الأصلاء يردون بصنيعهم الطيب على غلاظ القلوب، كل يهنئ وكل يبارك، غار ماء الكراهية بعيدا، ونضب مصرف الغلو والتشدد، واختفى من المشهد المصرى وجوه دعاة الكراهية.
وصلنا والحمد لله إلى مربع المحبة بالسلامة، بحب المحبين، وبإخلاص المخلصين المستنيرين لرسالتهم، وعلى رأسهم قيادة سياسية مقدرة لا تفرق ولا تميز بين أبناء الوطن، وتتحدث بحرية المعتقد، وحرية العبادة فى انحياز راق لمفهوم المواطنة الحقة، وتسيد شعار «الدين لله والوطن للجميع»، وتستحث الخطى لتهنئة إخواننا بعيد الميلاد فى صورة راقية فى بلد الرقى والحضارة.
وبين ظهرانينا قيادات روحية معتبرة حادبة على المواطنة، وتجلى معانيها، ومن يقترب من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يلمس محبته لشعب الكنيسة وقيادتها الروحية، وبابا المصريين قداسة البابا تواضروس الثانى يحب شعب مصر حبا جما وصلواته دوما فى حب مصر، قيادة وشعبا.
وتتجلى بشريات المحبة، وتصادف صيام رمضان مع الصوم الكبير، فباتت مصر جميعها صائمة، الصوم هذا العام صومان، مثل هذه المصادفات كالبشريات تفرح القلب، وترطب حرور الحياة، وتؤذن فينا بالوحدة القلبية، ما بين المسلمين والمسيحيين لا يقطعه إنسان مهما كان سيئ الطوية، ولسان الحال، خليك مع الناس الطيبة، ودع الحمقى فى غيهم وغلهم يعمهون.