الملك ريتشارد الثالث ينعم علي محمد منصور بلقب ووسام فارس
أثار تكريم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الملياردير محمد منصور، بوسام الفروسية، جدلا واسعا كونه أحد أكبر المتبرعين لـ”المحافظين”.
إذ قالت صحيفة تليغراف البريطانية، “أثار ريشي سوناك جدلاً حول تكريم عيد الفصح، عندما أعلن عن منح لقب فارس لأحد أكبر المتبرعين لحزب المحافظين”.
والخميس الماضي، وضع رئيس الوزراء البريطاني، اسم رجل الأعمال المصري البريطاني، محمد منصور، الذي قدم 5 ملايين جنيه استرليني لحزب المحافظين العام الماضي، في قائمة تكريم مفاجئة جرى إعلانها في الساعة 5.30 مساءً قبل عطلة نهاية الأسبوع.
وتضمنت أيضًا تكريمًا لأربعة من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين الذين كانوا موالين لسوناك، بمن في ذلك فيليب ديفيز، زوج الوزيرة إستير ماكفي.
ومن المقرر أيضا، أن يحصل المخرج كريستوفر نولان وزوجته إيما توماس، اللذان حققا نجاحا بفيلم أوبنهايمر في حفل توزيع جوائز الأوسكار، على لقب فارس ولقب سيدة، وهي خطوة قال النقاد إنها “محاولة لإضفاء مسحة من المصداقية على القائمة”.
الصحيفة قالت إن “مثل هذا الإعلان الموسع عن التكريمات خارج قوائم رأس السنة التقليدية وعيد ميلاد الملك في يونيو/حزيران هو أمر غير معتاد إلى حد كبير وسيثير التكهنات حول إجراء انتخابات مبكرة في الصيف”.
وحاولت مصادر في داونينغ ستريت التقليل من شأن التكهنات بأن إجراء انتخابات في يونيو/حزيران أو يوليو/تموز قد يكون مطروحا، مشددة على أن الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الخريف يظل هو الهدف.
توقيت صعب لكن قائمة التكريم المفاجئة سينظر إليها على أنها محاولة لتعزيز الدعم قبل الانتخابات، وفق الصحيفة.
كما اتُهم سوناك أيضًا بعرقلة وتأخير التكريمات التي اقترحها رئيسا الوزراء السابقان بوريس جونسون وليز تروس بعد تركهما منصبيهما.
يأتي ذلك في وقت تخضع فيه الموارد المالية لحزب المحافظين للتدقيق بعد أن تورط فرانك هيستر، أكبر مانح له، في فضيحة بسبب تصريحات “عنصرية”.
بل واجه سوناك مطالبات بعدم قبول أي تبرعات جديدة من هيستر، بعد أن رفض رئيس الوزراء إعادة مبلغ الـ10 ملايين جنيه استرليني الذي قدمه الرجل بالفعل لحزب المحافظين.
إذ قالت أنيليس دودز، عضوة البرلمان ورئيسة حزب العمال، عن قرار سوناك بالإعلان عن الأوسمة: “هذا إما عمل متعجرف لرجل توقف عن الاهتمام بما يفكر فيه الجمهور، وإما انغماس في الذات من شخص لا يتوقع أنه سيكون رئيسا للوزراء لفترة طويلة”.
وتابعت “في كلتا الحالتين، فإنه يظهر عدم احترام صارخ للمنصب الذي ينبغي أن يشعر بالفخر لشغله”.
وقال ريتشارد تايس، زعيم حزب إصلاح المملكة المتحدة: “لقد سئمت الأمة من المحافظين ومحسوبيتهم الفاحشة. أعطهم بضعة ملايين من الجنيهات، ولقب الفارس سيكون لك.. الأمر برمته كريه الرائحة مثل سمكة متعفنة من الرأس”.
وتابع: “من المضحك أنهم حاولوا إخفاء مساراتهم من خلال تكريم أنواع أخرى من الشخصيات الناعمة أو الثقافية. نحن لسنا بهذا الغباء”.
فيما أصرت مصادر حكومية على أن سوناك “يحب السينما” وأراد “الاستفادة من موسم الجوائز الجيد حقًا” من خلال الاحتفال بالنجاح الثقافي البريطاني.
لكن ماذا فعل منصور؟ بأكبر تبرع منذ أكثر من 22 عامًا، أنعش الملياردير المصري مؤخرا، خزائن حزب المحافظين البريطاني، بعد أن منحه 5 ملايين جنيه استرليني.
تبرع جعل من محمد منصور المانح الأكبر لحزب المحافظين البريطاني منذ أن تبرع في عام 2001، السير بول جيتي بالمبلغ نفسه.
إلا أن قيمة وتوقيت التبرع، جعلت منه بمثابة طوق النجاة لـ”المحافظين” البريطاني، بحسب صحيفة “التليغراف”، التي قالت إنه يأتي في وقت صعب يمر به الحزب، بعد خروج رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون من منصبه، وانشقاق عدد من ممولي الحزب البارزين إلى حزب العمال المعارض، ومنهم غاريث كواري الذي اتهم الحزب بأنه “ممزق بين الغرور وتملق الذات”.
يأتي ذلك إضافة إلى أن حجم التبرعات لحزب العمال خلال الفترة بين شهري يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول الماضيين، فاق حجم التبرعات لحزب المحافظين، للمرة الأولى خلال أكثر من عام، بحسب الأرقام الصادرة عن مفوضية الانتخابات في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والتي قالت إن المحافظين جمعوا 3 ملايين جنيه استرليني، في حين جمع العمال 5.4 مليون.