ترك لنفسه مكانة جيدة في كل سنوات نشاطه، سواء في الطب أو السياسة، حاول الترشح 3 مرات، إلا أن مجلس صيانة الدستور كان له بالمرصاد، قبل أن يحصل على فوز غالٍ يمنحه رئاسة البلاد لمدة 4 سنوات.
إنه الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي فاز بالانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة وأطاح بخصمه المحافظ المتشدد والمفاوض النووي السابق سعيد جليلي في جولة الإعادة.
وأعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات في إيران محسن إسلامي السبت، عن حصول مسعود بزشكيان على 16 مليونا و384 ألفا و403 أصوات، فيما حصل سعيد جليلي على 13 مليونا و538 ألفا و179 صوتا، بعد فرز 30 مليونا و530 ألفا و157 صوتا من مراكز الاقتراع في البلاد وخارجها. وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية 49.8%.
وهذه هي المرة الثانية في تاريخ إيران التي تصل فيها الانتخابات الرئاسية إلى محطة جولة الإعادة. وكانت المرة الأولى عام 2005، بين محمود أحمدي نجاد وأكبر هاشمي رفسنجاني، وفاز بها الأول.
وخلال حملته الانتخابية، رفع بزشكيان عدة شعارات؛ كان أبرزها: “إصلاح النظام الصحي”، و”تحسين جودة التعليم”، و”دعم قضايا البيئة”، و”مكافحة فلترة الشبكات الاجتماعية”، و”دعم دور المرأة”، و”استعادة الدبلوماسية النشطة مع العالم”.
من هو رئيس إيران الجديد؟
ولد مسعود بزشكيان في 29 سبتمبر/أيلول 1954 في مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية، فقد زوجته منذ حوالي ثلاثين عاما وقام بمفرده بتربية أطفاله الأربعة.
وفي عام 1973، ذهب إلى زابل للخدمة العسكرية، وحصل على دبلوم مهني في صناعة المواد الغذائية.
وبعد انتهاء خدمته العسكرية وعودته إلى مسقط رأسه، قرر مواصلة دراسته في الطب. ولهذا السبب ذهب إلى المدرسة الثانوية مرة أخرى ودخل جامعة تبريز للعلوم الطبية.
ذكر بزشكيان عدة مرات أنه لم يكن لديه أي موارد مالية إضافية لتعليمه، لكنه أكمل بنجاح تعلم الطب حتى أصبح مدرسا للفسيولوجيا في كلية الطب عام 1985.
وفي عام 1993، حصل على تخصص جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية، وبعد ذلك مباشرة تم قبوله وبدأ العمل في مستشفى شهيد مدني للقلب في تبريز. وبعد سنوات قليلة، تمكن بزشكيان من أن يصبح رئيسا لهذا المستشفى.
وفي عام 1994، عين علي رضا مرندي وزير الصحة في حكومة هاشمي رفسنجاني، مسعود بزشكيان رئيسا لجامعة تبريز للعلوم الطبية لمدة 6 سنوات.
وأظهر بزشكيان خلال فترة رئاسته لتلك الجامعة، نشاطا ملحوظا وقدم خدمات جليلة وترك أعمالا باقية، لا تزال نتائجها واضحة حتى اليوم.
إنضم للثورة
ويعتبر دخول بزشكيان إلى عالم السياسة، مثل معظم الشخصيات السياسية المهمة الأخرى التي ظهرت بعد السنوات التي تلت انتصار الثورة عام 1979 ثم خلال حرب الثماني سنوات مع العراق.
وخلال الحرب العراقية الإيرانية، كان بزشكيان مسؤولا عن إرسال المجموعات الطبية إلى جبهات القتال.
وشغل بزشكيان منصب وزير الصحة في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي بين أغسطس 2001 وأغسطس 2005. وكان قد استُبعد من السباق الرئاسي في العام 2021.
وبعد انتهاء مدة الوزارة انتخب نائبا لأهالي تبريز وآذرشهر واسكو في البرلمان واستمر في العمل النيابي خلال عدة دورات مختلفة حتى تولى منصبي النائب الأول والثاني لرئيس المجلس التشريعي الإيراني في الفترتين التاسعة والعاشرة.
وفي ثلاث مرات متتالية، في أعوام 2013، و 2017، و 2021، أعلن الترشح للرئاسة، لكن مجلس صيانة الدستور استبعده في جميع المرات الثلاث.
وبعد حادث تحطم المروحية الذي أدى إلى وفاة الرئيس الإيراني الراحل في مايو/أيار الماضي، ترشح بزشكيان باعتباره المرشح الإصلاحي الوحيد، وتم تأكيد أهليته هذه المرة.
وحصل بزشكيان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الحالية، على 10 ملايين و415 ألف صوت كأول شخص في الانتخابات إلى جانب سعيد جليلي، وانتقل إلى المرحلة الثانية التي جرت يوم الجمعة ليخلف إبراهيم رئيسي.
أول تصريحات لمسعود بزشكيان بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الإيرانية
(CNN)– تعهد مسعود بزشكيان الفائز بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، السبت، بـ”مد يد الصداقة للجميع”، وفقا لما نقلت عنه قناة “برس تي في” التلفزيونية الرسمية الإيرانية.
وقال بزشكيان في أول تصريحات له بعد فوزه في الانتخابات، السبت: “سنمد يد الصداقة للجميع؛ نحن جميعا أبناء هذا البلد؛ يجب أن نستخدم الجميع من أجل تقدم البلاد”.
كما وجه بزشكيان الشكر للناخبين الذين صوتوا في الانتخابات الرئاسية التي جرت، الجمعة، “بحب ومساعدة” البلاد.
تم انتخاب بزشكيان في الجولة الثانية من التصويت بعد حصوله على أعلى عدد من الأصوات في الجولة الأولى، متقدما على منافسه المحافظ المتشدد، سعيد جليلي.
ومن بين 30.5 مليون صوت تم فرزها في جولة الإعادة، الجمعة، فاز بزشكيان بأكثر من 16.3 مليون صوت، متفوقا على منافسه سعيد جليلي، الذي حصد أكثر من 13.5 مليون صوت، حسبما نقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية عن وزارة الداخلية ولجنة الانتخابات الرئاسية في البلاد.
وشهدت جولة الإعادة زيادة في نسبة مشاركة الناخبين وبلغت 49.8%، مقارنة بأدنى مستوى قياسي بلغ 40% في الجولة الأولى، لكنها لا تزال أقل بكثير من نسبة 60% أو أكثر التي كان يتم تسجيلها عادة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.