سامح عبد الله : رئيس جمعية المراسلين الأجانب
حين اقتربت القوات الألمانية من العلمين فى الحرب العالمية الثانية أعد الانجليز خطة طوارئ فى حال نجح روميل فى حملته وتوغل فى الأراضى المصرية. وكانت الخطة تقضى بالخروج من القاهرة وتشمل بندا مهما وهو ضمان وجود محمد عبدالوهاب وأم كلثوم ضمن المجموعة التى ستغادر العاصمة المصرية بصحبة القوات الانجليزية.
وكان الحرص على وجود المطربين الكبيرين خارج القاهرة مرجعه حرمان الألمان من وسيلة مهمة لجذب متابعى الإذاعات من جميع البلدان العربية لأن أغانى أم كلثوم وعبدالوهاب كانت السبب الرئيس لمتابعة الإذاعة المصرية.
وقبل ذلك بسنوات وتحديدا فى عام 1932 استضافت مصر المؤتمر الأول للموسيقى العربية بحضور الخبراء العرب والأجانب لمناقشة مستقبل الموسيقى العربية وصدر عن المجتمعين فى مقر معهد الموسيقى العربية فى شارع رمسيس توصيات وعهدوا لمصر بمهمة متابعة تنفيذها لأنها الأجدر للقيام بهذه المهمة.
هاتان الواقعتان تظهران بوضوح قوة تأثير الفن المصرى فى تلك الفترة على امتداد العالم العربى شرقا وغربا.
وخلال العقود السبعة الأولى من القرن الماضى كانت زيارات الفنانين المصريين للمدن والعواصم العربية حدثا مهما تحرص جهات التوثيق على تسجيله سينمائيا من لحظة الوصول للمطار وحتى المغادرة، بل وتصدر كتبا قيمة عن تلك الزيارات كما فعلت دولة الإمارات العربية مع زيارة أم كلثوم.