90 ألف شائعة فى عام أخير
كائنات الفضاء الإلكتروني المغردة !
بقلم : حمدي رزق
زعمت دراسة أميركية جديدة أن الكائنات فضائية ربما تعيش بيننا متنكرة في صورة بشر.
الدراسة، أجراها باحثون من جامعة” هارفارد” ، وخلاصتها ، أن هذه الكائنات يمكن أن تكون مقيمة أيضاً تحت الأرض أو في قاعدة داخل القمر، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.
وتطرح الدراسة فكرة أن الأجسام الطائرة المجهولة التي يتم رصدها في السماء في بعض الأحيان، أو ما يطلق عليه العلماء اسم «الظواهر الجوية غير المحددة (UAP)»، قد تكون سفناً فضائية تحمل كائنات تزور أصدقاءها الفضائيين على الأرض.
واقترح الباحثون أربعة نظريات حول الكائنات الفضائية التي تعيش بالقرب من البشر.
الأولى تقول إنها كائنات نشأت في الأصل في حضارة إنسانية قديمة متقدمة تقنياً تم تدميرها إلى حد كبير منذ فترة طويلة (على سبيل المثال بسبب الفيضانات)، ولكنها خلّفت بعض البقايا في صورة هذه الكائنات.
وتقترح النظرية الثانية أن هذه الكائنات هي من نسل أسلاف الإنسان الشبيه بالقردة، أو من نسل «ديناصورات ذكية غير معروفة»، والتي تطورت لتعيش في الخفاء (على سبيل المثال، تحت الأرض).
وتزعم النظرية الثالثة أن الكائنات الفضائية وصلت إلى الأرض من مكان آخر في الكون، على سبيل المثال في قاعدة داخل القمر، أو جاءت من المستقبل وأخفت نفسها خلسة بين الناس متنكرة في صورة بشر؛ حتى تتمكن من التأقلم معهم.
أما النظرية الرابعة فتقترح أن هذه الكائنات قد تكون أشبه بالجن ( العفريت ) !!
وأقرّ الأكاديميون أن نظرياتهم قد يكون من الصعب قبولها من قِبل كثير من الناس.
صحيح تماما السطر الأخير من الدراسة المهمة ، لم يثبت فعليا هبوط كائنات فضائية إلى الأرض، روايات ومشاهدات (حالات شاذة) لم ترقَ إلى مستوى اليقين الجمعي، وحكايات الذين هبطوا.. حكي شعبي لا يغادر مرحلة الحكي إلى الإثباتات العلمية.. إمكانية تعرُّض الناس للخداع البصري، واردة، وتعرُّض أجهزة الاستشعار للخداع مقبولة علميا، وورود معلومات خاطئة وارد في كثير من الأحوال.
**
أعلاه توطئة للعنوان أعلاه ، الكائنات الفضائية مثلها كائنات الفضاء الإلكتروني “المغردة”، لا ترى بالعين المجردة، تتسلل، تهبط عليك من الفضاء، تقتحم هاتفك الخلوي، بأخبار ومعلومات مصاغة في تغريدات وتويتات، لا تعرف لها مصدرا، من مجهول إلى العموم، تخلف حكيا شعبيا مثيرا.
العامة في الطرقات، والنخب في الصالونات، يتناقلون الأخبار التي تهطل عليهم من الفضاء زخات، ودونما تحقق، أو رغبة في التحقق، ومع حالة شك مرضية في الأخبار الرسمية، تشيع هذه الأخبار السوداء، تشكل سحابة سوداء من فرط التلوث المعلوماتي الذى تحمله من الفضاء الإلكتروني.
كائنات الفضاء الإلكتروني، وأطوارها المتحورة، تتكاثر شيطانيا، وتتشكل في سحابات من الذباب الإلكتروني، تقريبا سيطرت على الفضاء المجتمعي، وكما ينقل الذباب الأمراض، ينقل الذباب الإلكتروني الأخبار التي تحمل فيروسات إلكترونية شديدة العدوى .
للأسف، صارت هذه الكائنات المجهولة مصدرا للأخبار الموجهة والمعلومات المفخخة، تشتت العقل الجمعي، وتستهدف خلايا التفكير المنطقي، تحرفها عن تبيان الحقيقة، إن الأخبار تشابهت علينا.
تتسلط هذه الكائنات الفضائية على العقل الجمعي، تنقر الأدمغة بمناقيرها الحادة، تحرف المزاج العام، وتجرفه عن سواء السبيل، استطاعت السيطرة على مصادر المعلومات، وتحييد مصادر المعلومات الوطنية، وإجهاض منظومة الدفاع المعلوماتية، وطفقت تغذي الشارع بالمعلومات الموجهة التي تستهدف مصداقية الحكومة لدى العامة، لا يفلت من براثنها خبر مصري إلا وتناولته بخبث شديد لحرفه، وحرق مصدره، وإجهاض تأثيره على معايش الناس.
كائنات فضائية خبيثة، تطلق معلومات فاسدة للاستخدام السياسي الفاسد، كالأسلحة الفاسدة.
تفاقم كمية النفايات الإخبارية في الفضاء الإلكتروني.
ثابت ومن خلال مصادر معلوماتية مصرية تم إطلاق ما يزيد على 90 ألف شائعة من الفضاء الإلكتروني تستهدف المشروع الوطني على مدار العام الماضي (2023 )، (بلغت نسبتها فيما يتعلق بقطاع الاقتصاد ( 24 %)، والبقية موزعة على قطاعات الدولة، لم يفلت قطاع وطني منها، تموين، صحة، تعليم، …
وكشف تقرير أخير أصدره المركز الإعلامي لمجلس الوزراء عن زيادة مستدامة في الاستهداف الفضائي، التقرير يرسم المؤشر الصاعد بترتيب السنوات طبقا لمعدل انتشار الشائعات منذ عام 2014 حتى عام 2023، وفقا لتوزيع نسبي لإجمالي الفترة، حيث بلغ 18.8% عام 2023، و16.7% عام 2022، و15.2% عام 2021، و14.8% عام 2020، و12.8% عام 2019، و8.4% عام 2018، و6% عام 2017، و4.2% عام 2016، و2% عام 2015، و1.1% عام 2014.
وأظهر التقرير ترتيب القطاعات طبقا لمعدل انتشار الشائعات عام 2023، حيث بلغت نسبتها فيما يتعلق بقطاع الاقتصاد 24%، والتموين 21.2%، والتعليم 11.6%، والطاقة والوقود 11%، والصحة 8.3%، والحماية الاجتماعية 6.2%، والإصلاح الإداري 6.2%، والزراعة 4.8%، والسياحة والآثار 2.7%، والإسكان 2.1%، وقطاعات أخرى 1.9%.
**
الكائنات التي تحتل الفضاء الإلكتروني ليست توهمات، ولكنها حقائق تشهد بها تقارير رسمية، وتصريحات على أعلى المستويات القيادية، الرئيس السيسي في محفل عام، صرح مصر تعرضت إلى 21 ألف شائعة خلال 3 أشهر بهدف نشر البلبلة والإحباط.. قراءة الرقم تقول بـ 7 آلاف شائعة شهريا، 223 شائعة يوميا، 10 شائعات كل ساعة !!
و يلفتنا الدكتور “مصطفى مدبولي”، رئيس مجلس الوزراء، إلى ما يمكن توصيفه بالحرب على الاقتصاد المصري، وعلى لسانه، قام “مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء” برصد ( 150 ) مقالة تم نشرها في صحف ومواقع عالمية أغلبها يحمل صورة سلبية عن مصر، وهي مقالات مدفوعة من قبل جهات معينة.
الهجمة الإلكترونية على العقل الجمعي الوطني تترصدها أجهزة المعلومات الوطنية بمضادات معلوماتية، المعلومات المفخخة التي تطلقها هذه المنصات المعادية تشبه المسيرات التي تضرب في مناطق حساسة في العقل الجمعي، ما يشتت الانتباه الوطني لما يحاك على الحدود، واستنفاد الوقود الحيوي للشارع المصري، المضادات المعلوماتية هي الحل..