هل ينجح مجلس الأمن فى وقف القتال وتجنب حرب إقليمية فى الشرق الأوسط ؟
محمد رسلان
بعد مرور عام على احداث السابع من أكتوبر واستمرار الاعتداءات على غزه والضفه الغربيه والتى راح ضحيتها أكثر من 41 الف معظمهم من النساء والأطفال وإصابة اكثر من 100 الف وهدم حوالى 80 % من البنيه الاساسيه والتحتيه واعتماد سياسة الأرض المحروقه وأصبحت غزه لاتصلح للحياه وممارسة النشاط الانسانى
ومع استمرار التصعيد والاعتداءات المتتالية على المسجد الأقصى وضرب الجنوب اللبنانى والغارات المستمره على الضاحيه الجنوبيه فى لبنان واحداث دمار شامل بها وتهجير اكثر من 200 الف مواطن واغتيل على إثرها الامين العام حزب الله حسن نصرالله والتصعيد على مختلف الجبهات والتهديدات المستمره من الجانب الإسرائيلى بتوسيع نطاق الحرب لتطال كافة عناصر المقاومه وآخرها غارات الطيران على الحديده فى اليمن أصبح الوضع معقد للغايه فى المنطقه وينذر بحرب إقليمية شامله قد تجر إليها اطراف أخرى
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا، بطلب من الجزائر، حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية. جدد خلاله الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وأكد أن مفتاح السلام في المنطقة يكمن في الحل السياسي ودعا إلى تجنب نشوب حرب إقليمية.
وقال أنطونيو غوتيريش إن الأمم المتحدة ستواصل دعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام المستدام، بدءا بإنهاء العنف، مؤكدا ضرورة وضع حد لدوامة الموت بالنسبة لغزة، ولشعبي فلسطين وإسرائيل، وللمنطقة، وللعالم.
كما أكد أمين عام الأمم المتحدة ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية والسماح للمساعدات الإنسانية بأن تتدفق بحرية وأمان.
وأشار إلى مرور ما يقرب من عام منذ الأعمال الإرهابية المروعة التي ارتكبتها حماس وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى في السابع أكتوبر. وجدد إدانته لتلك الهجمات وأخذ الرهائن، قائلا إنه ما من شيء يبرر مثل هذه الأفعال. وأوضح الأمين العام أنه عقد هذا الأسبوع اجتماعين آخرين ضمن سلسلة من الاجتماعات مع أسر الرهائن، وجدد دعوته إلى إطلاق سراحهم فورا ودون قيد أو شرط.
وسلط غوتيريش الضوء على التأثير المدمر للقصف الإسرائيلي المتواصل، والذي أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال. وأكد أن العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني غير مبرر، مشيرا إلى أنه “لا يجوز استخدام الانتهاكات التي يرتكبها أحد الطرفين لتبرير الانتهاكات التي يرتكبها الطرف الآخر”.
أخطر مكان في العالم
وقال الأمين العام إن غزة هي المكان الأكثر خطورة في العالم فيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية. “ولكن زملاءنا يواصلون بذل قصارى جهدهم للوفاء بمهمتهم الإنسانية”. وأشار إلى مقتل 225 من موظفي الأمم المتحدة، داعيا إلى إجراء تحقيقات ومحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل هذه.
وحث السلطات الإسرائيلية على بذل كل ما في وسعها “لوقف الهجمات على موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها؛ ووقف نشر المعلومات المضللة ضد مسؤولي الأمم المتحدة وكياناتها؛ وتسريع الموافقة على التأشيرات وطلبات المشتريات”.
وأكد على ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف بحماية العاملين في المجال الإنساني وضمان عدم استخدام المواقع المدنية لأغراض عسكرية.
عنف في الضفة الغربية
وأشار غوتيريش إلى العنف المتزايد في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، مشيرا إلى مقتل نحو 700 فلسطيني و14 إسرائيليا منذ السابع أكتوبر ويستمر بناء المستوطنات الجديدة، والاستيلاء على الأراضي، وهدم المنازل، وعنف المستوطنين.
وقال الأمين العام إن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية خلص إلى أن استمرار وجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، وأن إسرائيل ملزمة بإنهائه في أسرع وقت ممكن. “وقد طالبت الجمعية العامة إسرائيل بالامتثال.
التصعيد في لبنان
وقال الأمين العام إن موجات الصدمة الناجمة عن الموت والدمار غير المسبوق في غزة تهدد الآن بدفع المنطقة بأكملها إلى الهاوية وتنذر باشتعال حريق شامل ذي عواقب لا يمكن تصورها.
وأوضح الأمين العام أن يوم الاثنين الماضى كان الأكثر دموية في لبنان منذ عام 2006، مشيرا إلى أن “الجيش الإسرائيلي ضرب مبان مدنية في بيروت اليوم، وقال إنه استهدف المقر الرئيسي لحزب الله الواقع تحتها”.
وحذر الأمين العام من أن الحرب في لبنان قد تؤدي إلى المزيد من التصعيد الذي يشمل قوى خارجية. وأكد الحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن.
فلسطين
رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى قال إنه مضى عام على “تعنت” الحكومة الاسرائيلية، والازدواجية اللاإنسانية للمعايير في مجلس الأمن “التي تركت أطفالنا ونساءنا وشيوخنا ورجالنا وأطبائنا وصحفيينا ومعلمينا وطواقمنا، دون حماية أو عون وكأنهم أمة دون البشر”.
وأضاف: “أتينا إلى الأمم المتحدة ولمسنا التضامن الكبير مع شعبنا وقضيته العادلة، ولكننا نغادرها والمجازر الاسرائيلية لم تتوقف، ومجلس الأمن لم يلجم حتى الآن العدوان الاسرائيلي”.
وتساءل عما إذا كان مجلس الأمن سيراوح في موقفه التقليدي الذي ينتهي بالتنديد والمطالبة، متوقعا من إسرائيل الامتثال، مضيفا: “متى ستُفعـّلون أدواتكم هنا في مجلس الأمن التي تجبر إسرائيل على الامتثال، لصون وحفظ الأمن والسلم الدوليين؟ إلى متى سيكون الفصل السابع محرما على إسرائيل؟ أتنتظرون كارثة أكبر من ذلك؟ أتنتظرون حربا أوسع من ذلك؟ أم أنكم تنتظرون مدنيين أكثر جدارة بالحياة؟”.
وأشار إلى أن ما يمكن استخلاصه فيما يخص القضية الفلسطينية خلال هذا الأسبوع في الأمم المتحدة، هو أن قادة العالم من مختلف بقاع الأرض وعلى اختلاف عقائدهم السياسية، “يرون أنه من اللامنطقي، بل من الجنون أن نستمر على نفس النهج الذي اعتدنا عليه في الماضي لمواجهة التحديات المهولة التي نقف أمامها اليوم، والتي تمنعنا من تحقيق السلام العادل والشامل والدائم”.
ودعا إلى صياغة خطة دولية تتضمن إجراءات ضرورية لتغيير الواقع على الأرض، والاعتراف بدولة فلسطين ودعم عضويتها في الأمم المتحدة، وتطبيق الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وقرار الجمعية العامة الذي يدعمه ويطالب بأن تنهي إسرائيل وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال 12 شهرا.
كما دعا الجميع إلى “الانضمام إلى التحالف الدولي الذي أُعلِن أمس الخميس لإنهاء الاحتلال، وتحقيق استقلال دولة فلسطين”، فضلا عن دعم الخطة الوطنية لبناء فلسطين.
إسرائيل
السفير الإسرائيلي داني دانون قال إن بلاده “مهتمة بالتوصل إلى حل دبلوماسي” للوضع في لبنان، لكنها ستتخذ كل التدابير اللازمة لضمان عودة مواطنيها بأمان إلى ديارهم في الشمال، مضيفا: “لقد حان الوقت لمحاسبة إيران ووكلائها واتخاذ إجراءات حاسمة”.
وقال دانون إن أحداث 7 أكتوبر كانت لحظة فاصلة، ليس فقط للإسرائيليين، بل وأيضا للفلسطينيين، الذين واجهوا خيار “الوقوف مع الإنسانية والسلام أو التحالف مع الهمجية والإرهاب، وفي تلك اللحظة الحاسمة فشلت السلطة الفلسطينية، مما كشف عن افتقارها للإرادة والرغبة والقدرة على أن تكون شريكا حقيقيا للسلام”.
وأضاف أن فرصة واضحة أتيحت للسلطة الفلسطينية لتمييز نفسها عن حماس “ووحشيتها، لكنها أهدرتها مرة أخرى”، واستخدمت بدلا من ذلك الدبلوماسية الدولية “لحماية حماس”.
وقال السفير الإسرائيلي إن السلطة الفلسطينية “تكافئ الإرهابيين” من خلال سياستها المزعومة “الدفع مقابل القتل” والتي حولت “الدم الإسرائيلي البريء إلى شكل من أشكال العملة المريضة”.