سؤل مخجل.. من أين نبدأ السياحة؟
الدكتور سامي عبد العزيز
سؤال لكل من سبق له السفر سواء طيران فى الداخل أو الخارج هل رأيت فى أى مطار فى العالم شخصاً ينتظرك أمام باب الحمام وفى يده منديل من الورق؟ مشهد لا تجده إلا فى مطار القاهرة فقط.. وقد لاحظت أثناء سفرى حالة أستغراب فى عيون المسافرين من غير المصريين فى مطارات مصر وفى مقدمتهم مطار القاهرة الدولى.. وتكتمل المأساة ليست فى عدم نظافة الحمام ولكن الشخص أمام الباب لم يترك داخل الحمام على الأقل نصف بكرة مناديل!!!
وقد حدث من فترة أننى صورت هذا المشهد وغيره من مشاهد عدم نظافة بعض صالات المطار الى معالى وزير السياحة السابق وكان الرد أن المطار ليست فى نطاق مسئولياته؟ وهنا تكمن القضية، السائح لا يعرف وزير السياحة ولا يعرف وزير الطيران.. السائح يحكم على ما يراه،
وأكتب ها المقال الأن لأكثر من سبب. أولهم أن وزير السياحة الحالى وحسب معلوماتى كان وزيراً سابقاً للطيران، ومن ثم فأنه من المؤكد يدرك مفهوم التكامل فى الخدمة السياحية. ثانى الأسباب من منا لا يعرف أن هناك مشكلات حقيقية على مستوى الخدمات السياحية بداية من مستوى التاكسى من حيث النظافة والتزام وقدرات السائق الشخصية والذى يسمح له بالتواجد أمام المطارات، عبوراً بمستوى الأمانة والاتقان فى المزارات السياحية والخدمات المحيطة بها.
الكل يعرف ان من أهم مقاييس نجاح السياحة ليست السياحة وأنما معدل تكرار الزيارة وهذا المؤشر يعتمد على مستوى التجربة والتعامل مع السائح القادم لأول مرة خاصة وأن مصر بما تملكه من كنوز سياحية متنوعة لا يكفيها زيارة واحدة ولا حتى زيارتين، وهذا كلام أسمعه من الكثيرين من السائحين سواء كانوا أجانب أو أخوة عرب.
وأمام هذه القضية الحيوية للاقتصاد المصرى والصورة الذهنية لمصر فقد تم ومن خلال أحدى شركات الإعلان الكبيرة والتابعة للشركة المتحدة وبالاستشارة معى تم وضع استراتيجية متكاملة غايتها الارتقاء بمستوى الخدمة السياحية بكل مجالاتها وأنماطها وقد أبدت غرفة صناعة السياحة بل وبعض الاحزاب استعدادها للمساهمة.. استراتيجية لا تقف عند حدود حملة إعلانية عبر كافة الوسائل وأنما أمتدت الى ندوات تثقيفية وتوعوية للشباب المصرى فى المدارس والجامعات لتعميق مفهوم الاحتراف فى الخدمة السياحية ولتوضيح ما هو واضح وهو أن صناعة أخرى بداية من صناعة مفرش يدوى وانتهاءاً بارشاد سياحى محترف وحتى من يقدم خدمة فى أصغر مطعم أو أكبر فندق.
سؤالى وأعتقد أنه سؤال متكرر أما آن الآوان لنقدم على خطوات عملية متواصلة تمتد الى سنوات وسنوات خاصة وان المنافسة من حولنا تتزايد. اليس حلم السيد الرئيس أن نصل بصادرتنا الى 100 مليار دولار، أننى أتصور ان تصدير الصورة الذهنية لمصر مما يسهم فى الارتفاع بمعدلات السياحة وتكرارها يمكن ان تضاعف هذا الرقم حينما تصبح صناعة محترفة بحق. عذراً لعنوان مقالى ولكن أستمرار هذا المنظر يؤلمنى كمصرى يعرف قدر كنوز وثروات بلده سياحياً.