حمدي رزق :
نصف مدبولي الآخر!
سلك الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، الطريق السليم.. والطريق (الخط) المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين، الطريق سالكة للوصول إلى الناس، بتوفير المعلومات على وقتها ومن مصادرها الأصلية. هكذا يقطع مدبولى الطريق على الشائعات التى تبلبل الطيبين، وتقلق المراقبين، وتبعث على القنوط، خطيرة الشائعات على التماسك المجتمعى فى سياق حرب إقليمية مخاطرها محدقة، وتأثيراتها بالسالب على الاقتصاد الوطنى.
نصف مدبولى الآخر، مدبولى الذى لم نكن نعرفه، حوارات مدبولى الأسبوعية مع المفكرين، والإعلاميين، والصحفيين، كاشفة عن وجه آخر، نقلة نوعية فى سياق حكومة عرفت دومًا بـ«حكومة الصمت الجميل»، الحكومة تغادر «مربع الصمت»، الذى آوت إليه طويلًا، وتفصح عن مكنون خططها، وأفكارها، وبالأحرى نواياها فى المستقبل القريب.
ما يرشح عن هذه الحوارات على رسميته، ما يُطمئن الشارع الذى تهتبله منصات عقورة، تشكك فى كل فكرة، وكل قرار، وكل مخطط، إزاء حملات ممنهجة تحبيطية تيئيسية بلغت حد الحرب الإلكترونية، وهذا خطر داهم على الدماغ المصرى.
قصف إلكترونى مكثف على مدار الساعة، نحو تسعون ألف شائعة إلكترونية تم التصدى لها عبر القبة المعلوماتية الحديدية فى مجلس الوزراء فى عام أخير، والرقم قابل للزيادة فى أجواء الحرب فى الجوار.. ويستوجب الحذر المعلوماتى.
المسافة بين رأس الحكومة وناصية الشارع باتت مرصوفة، فقط يقطع مدبولى الطريق بثقة، والثقة تترجم معلومات، والمعلومات تجب الشائعات، كالحسنات تمحو السيئات.
حسنًا تحدث مدبولى (نهاية الأسبوع) مع نخبة من قادة الفكر، مهم اصطحاب المؤتمنين فى مشوار الوطن، لن تسير وحيدًا، مدبولى فى حكومته الأولى سار وحيدًا دون صحبة تطمئنه، تيقن أخيرًا من حتمية الحوار، والمكاشفة التى لا تخفى شيئًا.
من حسن الصنيع، وليكمل فى طريق الحوار، ولا خاب مَن استشار، ودليلى، مدبولى يعترف، المشكلة الحقيقية التى تواجهنا هى الشائعات والأخبار التى تُنشر على مدار اليوم والتى تستهدف تشكيك المواطن فى الدولة ومقدراتها، وعددها (مُرعب)!!.
وعلاجها المعلومات على وقتها وبالسرعة والقدر المطلوبين دون إبطاء أو تسويف، لا نملك رفاهية الصمت على شائعة تلوث الفضاء التى تستولى على أدمغة الطيبين، على لسان مدبولى فى تصريح أخير: رصدنا ١٥٠ مقالًا مدفوعًا فى صحف عالمية تحمل صورة سلبية عن مصر!!.
توقف أمام (تقارير مدفوعة فى صحف عالمية)، الدولة المصرية جد مستهدفة، وأخطر من هذه التقارير السوداء الهجمة المستعرة من قِبَل كائنات الفضاء الإلكترونى، وأطوارها المتحورة، وهذه تتكاثر شيطانيًّا، وتتشكل فى سحابات من الذباب الإلكترونى، تسيطر على الفضاء المجتمعى، وكما ينقل الذباب الأمراض، ينقل الذباب الإلكترونى الشائعات التى تحمل فيروسات إلكترونية شديدة العدوى.
فى غيبة المصادر الرسمية، صارت هذه الكائنات المجهولة مصدرًا للأخبار الموجهة والمعلومات المفخخة، تشتت العقل الجمعى، وتستهدف خلايا التفكير المنطقى، تحرفها عن تبيان الحقيقة، إن الأخبار تشابهت علينا. تتسلط هذه الكائنات الفضائية على العقل الجمعى، تنقر الأدمغة بمناقيرها الحادة، تحرف المزاج العام عن سواء السبيل، استطاعت تحييد مصادر المعلومات الوطنية، وإجهاض منظومة الدفاع المعلوماتية، وطفقت تغذى الشارع بالشائعات الموجهة التى تستهدف مصداقية الحكومة لدى العامة.
لا يفلت من براثنها خبر مصرى إلا وتناولته بخبث شديد لحرفه، وحرق مصدره، وإجهاض تأثيره على معايش الناس، إزاء كائنات فضائية خبيثة، تطلق معلومات فاسدة للاستخدام السياسى الفاسد، كالأسلحة الفاسدة.