الكاتب وائل لطفي
Wael Lotfy-new
etodponrsStt563a1t0530i71a601uatgm918m7uc4m4a275mu03ut3f02h1 ·
في بدايات الثمانينات كنت اقضي بعض الوقت في بيت جدتي لامي ..لم يكن ثمة تسلية كبيرة فبدات اقرا ما اجده امامي من كتب او غيرها ..كان من بين ما وجدت دفتر يوميات يسجل فيها خالي (محمد )بعض احداث حياته التي دارت في السبعينات ..عرفت انه شاعر ..وانه كان عضوا في منظمة الشباب وعرفت طرفا من حكايات عاطفية كان يذكر تفاصيلها برقي بالغ .. عرفت ايضا انه كان أهلاويا متحمسا يذهب لحضور بعض المباريات في الاستاد مع ابي رحمه الله …
لم يعرف خالي محمد أبدا اني قرات يومياته ….التي لم تكن تعني لي الكثير وقتها ..واحتجت سنوات طويلة جدا حتي اكمل السطور الناقصة في قصته ..المثقف الحالم ابن ثورة يوليو الذي ارتدي الزي العسكري عقب النكسة وظل سبع سنوات في الخنادق ..
كان لا يفخر بشىء قدر فخره بانه شارك في يوم العبور ..كان يقولها بشتي الطرق (أنا عبرت في اول يوم )..او (أنا كنت من اللي عبروا )..يقولها بعدم ثقة ..وكانه لايعرف انه بطل القصة الأصلي ..وصاحب الفضل علي الجميع …
باقي القصة كان حزينا ..خرج (المقاتل مصري )المثقف ..صاحب المؤهل العالي بعد سبع سنوات علي الجبهة ليعاني من عدم وجود فرصة عمل لائقة .. وليجد ان الذين لم يحاربوا قد سبقوه في كل شىء …
ظل سنوات يعاني ويتألم بكبرياء والتحق بعد سنوات بوظيفة حكومية لا تليق بما قدمه لوطنه ولا بما يستحقه هو وكل من قدم العرق والدماء من اجل هذا الوطن ..
كان هذا (المواطن مصري )اول من نبهني الي خطورة الفكر المتطرف ..وانا بعد طفل اطرق ابواب المراهقة ..استدعته والدتي خصيصا بعد ان شعرت بالقلق علي …قال لي إذا كان لديك رغبة في الانتماء لفكرة اكبر فاقرا تاريخ مصر ..
كان معجبا بجمال عبد الناصر وكنت اري غير رأيه ..لكن موقفه بقي في ذاكرتي كثيرا حتي أعدت ترتيب (البازل )وعرفت ان صوته كان صوت مصري شريف لا مصلحة له مع احد ..استمرت معاناته المكتومة اثني عشر عاما كاملة حتي انفجر كبده بنزيف جنوني لا يتوقف وكان أحزانه المخزونة انفجرت فجاة بعد طول كبت وتعال وتمسك بالكبرياء ..
إذا كان ثمة لعنة قد طاردت مسئولا ما في ذلك الزمن فهي لعنة هذا الجيل ..لعنة الذين عبروا وسرق انتصارهم لحساب غيرهم ،وضن عليهم وطنهم بكلمة شكر وامتنان.
، وكان النكران هو المقدمة المنطقية لإنكار الحق وشرعنة سرقة الانتصار شاء الله ان يرحل دون ان ينجب وان يضيع تراثه وصوره علي الجبهة ضمن ما ضاع من ذاكرة المصريين حتي انتبهت اننا يجب ان نكتب قصته وقصة كل زملاءه وهم عشرات الالاف من المصريين ..
..تحية لروح خالي
الجندي المقاتل /محمد علي علي البربري
واحد من الذين عبروا