فاز ترامب بالرئاسة وفاز الجمهوريين بمجلسي الشيوخ والنواب وحكام الولايات
حسن عامر
منذ ساعات تحولت الولايات المتحدة من إقصاها الي أقصاها الي جمهورية حمراء يحكمها الحزب الجمهوري ، ويسيطر عليها في كل مواقع السلطة وصناعة القرار ..
فاز ترامب باغلبية المجمع الانتخابي إضافة الي أغلبية ساحقة من التصويت الشعبي .. وبهذه الأغلبية أزال ماشاب ولايته الأولي التي تميزت بالفوز بالمجمع الانتخابي فقط ، وظلت منافسته هيلاري كلنتون تعايرة دائما بالقول : أنت فزت بالمجمع الانتخابي ، لكنني رئيسية شرعية لأمريكا لأنني فزت بثلاثة ملايين إضافية من التصويت الشعبي ..
ترامب فاز باغلبية خمسة ملايين ، وهي أغلبية لم يفز بها رئيس سابق حتي الآن ..
فوز ترامب يعيد مرة أخري محاكمة إستطلاعات الرأي ، التي ظلت تغني منذ شهرين ، أن نتائج الإنتخابات القادمة ستكون متقاربة جدا ، ولن يفوز ترامب إلا بالحد الادني للنجاح . وسوف يخسر الجمهوريين أما مجلس الشيوخ أو مجلس النواب ..
كل هذه التوقعات التي طبلت لها وسائل الإعلام من صحف وقنوات تلفزيونية أمريكية وغربية ، تحولت الي كذبة كبيرة تضاف الي أكاذيب الأعلام الغربي ..
وروجت وسائل الإعلام الي ثلاث كذبات رافقت الإنتخابات
الأولي : أن ترامب لن يقبل بنتيجة الإنتخابات ، وسوف يلجأ للعنف لقلب النتائج
الثانية : إن الطقس السئ في عدد من الولايات سوف يفشل عملية التصويت ويمنع الأمريكان من الخروج لاداء واجبهم الانتخابي .
الثالث : أن نتيجة الإنتخابات سوف تتأخر لأيام وفي قول آخر لأسابيع ، ولا يمكن أن تظهر ليلة الإنتخابات كما كان يحدث في الماضي ..
الرابعة : أن نتيجة الإنتخابات لن تحسمها صناديق الإنتخابات ، بل سوف تحسمها المحاكم
الأكاذيب الأربعة إنتهي مفعولها ليلة الإنتخابات . سارت عملية التصويت بسلاسة ، رغم عمليات التزوير التي تمت
في بنسلفانيا ولم تتعرض البلاد للأمطار والصواعق ، ولم تنتشر أعمال الشغب والاعتداء علي القانون والممتلكات ، ولم يلجأ ترامب للمحاكم ، كذلك لم تفعل منافسته كمالا هاريس وظهرت نتيجة الإنتخابات في نفس ليلة التصويت
المشهد الذي يجب رصده اليوم : أن معسكر كمالا هاريس أستشعر نتيجة التصويت مبكرا ، وطلب من أنصاره العودة الي بيوتهم ، وأعلن رئيس الحملة الانتخابية أن كمالا هاريس سوف تلقي بخطاب ظهر اليوم الأربعاء .
نفس المشهد بكل تفاصيلة وقع قبل ٨ سنوات ، حينما فاز ترامب علي منافسته هيلاري كلنتون . وعندما إستشعرت كلنتون الهزيمة أمرت بصرف حملتها الإنتخابية ، وأعلنت إنه سوف توجه خطاب النصر في اليوم التالي .. ولم تفعل .. ،
أما أسوأ المشاهد فقد سجلها بعض كبار مفكرينا المصريين أمثال الدكتور عبد المنعم سعيد ، الذي عمل معلقا لقناة العربية علي مشاهد الإنتحابات الأمريكية ، وكان يتحدث بحماس عال جدا عن إنجازات بايدن ووصف ترامب بالفاشل والعشوائي وتوقع هزيمته .. ولم أري في حياتي هذا الرجل يتحدث عن بلده بنفس الحماس والإخلاص ..