في مئوية “المصور”.. من علمني حرفا (4 )
ما تيسر من سيرة جيل اجتهد فأصاب..
بقلم : حمدي رزق
مئوية “المصور” الفريدة، تحفز على الكتابة عن جيل الأباء، وقد كتبت عن الجيل الشيوخ وفاء، وسأكتب لاحقا عن جيل الشباب ( جيل الأبناء والأحفاد على الدرب المضىء يسيرون بخطي واثقة ).
وجيل الأباء فى “المصور”، جيل من الموهوبين، المضروبين بالمهنة، الباحثين عن المتاعب، أدوا الأمانة وأكملوا الرسالة، واستراحوا فى ظل شجرة “المصور” العتيقة.. استراحة محارب..
وجب التعبير حبا لهم بكلمات مستحقة، يستحقونها لعظيم صنيعهم، والمساحة لا تتسع لذكر أسمائهم جميعا فى لوحة شرف مستحق، فهنيئا لنا أن نكتب فى محبتهم ، وهنيئا لهم ما نكتب في حقهم، وحقهم فوق رؤوس المحبين.
لا أعيش فى ماض تولي، وعتب المحبين من شباب الدار من تفرغي للكتابة عن شيوخ الدار، على رأسي، وأدخرت لهم هذا المقال فى مئوية “المصور”، فانتظروه ما أن أفرغ من “نوبة الحب” التى استولت علي قلبي، قليل من “نوستالجيا” ، حنين لماض تولي..
مقالات الأجداد كانت وفاء للذكرى، ومقالات الأباء اعترافاً بالفضل، ويكتمل الفضل لهذا الجيل بذكر ما تيسر من سيرة الاساتذة المقدرين، وفى مقدمهم صديق العمر، الكبير مقاما لساه شباب ، شباب القلب ، و “غالى محمد” رفيق الرحلة ، لا تفيه الألقاب حق قدره ، مولود فى المصور ، ولادة طبيعية ، لم يفارقها ، أسمه منقوش على جدار المصور ، كالسمك لا يخرج من الماء، غالي يتنفس هواء مجلة “المصور” ، ويعيشها على مدار الساعة، ونذر نفسه وقلمه محبة فى اسمها، غالي محمد والمصور ثنائية تعجز الكلمات عن الوفاء بحقه علينا، كان ولايزال خير أبناء الدار وأكثرهم وفاء.. كما أقولها حقا وصدقا “عرقه مغرق الدار”..
**
مؤكد شهادتى مجروحة فى هذا الجيل من الأباء، ولكن لن أكتمها فى قلبى، شهادة فى حق الكبير الكاتب الكتوبة “سليمان عبد العظيم”، المخلص فى حبه للكتابة، عاشق صبابة، إخلاصا ملك عليه فؤاده، أخلص في حب “المصور”، ووهبها عمره، سليمان ما كان يغادر المصور إلى بيته إلا فى الشديد القوى، كانت بيته، وحياته، ومحل أحلامه.. ولايزال يحلم بيوم ..
وفى الجوار، جوه القلب مباشرة، صديقي الأصيل ، “أحمد أيوب”، لايزال باحثا عن المتاعب فى بلاط صاحبة الجلالة، انتقل إلى دار التحرير رئيسا لتحرير صحيفة “الجمهورية” انتقل إليها بجسده، وروحه لاتزال هنا فى مجلة “المصور”، يعتوره الحنين، وعلى البعد يداوم المحبة ويصل الرحم الصحفي..
أخشى أن أنسى محبا من جملة المحبين، الذاكرة لها سعة، وعوامل التصحر لها تأثير سالب ، ولكنى أتذكر بمحبة وتقدير ، الصديق اللدود “مجدى سبله” عنوان الكرم الإنساني، لا تملك إلا أن تحب سبله، يفرض عليك محبته بفائق كرمه الإنساني، ومحبته للحياة، ومنطوقه الريفي المحبب، رجل حصيرته واسعة..
وأشرف الجداوي وقد تشاركنا محبة والده، طيب الذكر، الوالد الكبير “عبد المنعم الجداوى”، وفى رقبتي دين الوفاء للوالد بمحبة خالصة للأبن الذى صار شيخا، اشتعل الرأس منه.
.
وثالث ثلاثة، رفيق الدرب “عادل سعد ” الذى غادر الصحافة إلى الرواية.. ندهته الرواية ، الرواية نداهة ، لكنه لم يغادر قلبي أبدا..
ولعادل قصة حب خاصة بالمصور، أحبها على طريقة طيب الذكر صلاح جاهين فى حب مصر، عنده “المصور” أحب وأجمل الأشياء / بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء ..
**
محبة أكتب أسم مخلص حقيقي ، صديقي اللدود ” علاء محجوب ” مستكاوي المصور ” كما يلقبه المبجل ” حلمي النمنم ” ، ورفيق دربه الطيب ” عبد الرحمن البدري ” ثنائية القسم الرياضى الصاخبة دوما .. لا ينفصل عنهما ودوما فى القلب ، حبيب قلبي المخلص ” محمد عبد القادر ” قطع أميالا قياسية فى ردهة المصور يلملم أوراقنا المكتوبة ويحولها إلى صفحات مطبوعة بجهد طوعي يشكر ويؤجر عليه أحتراما لإخلاصه .. فضلا عن محبته التى يوزعها كالحلوى على الجميع ، و خصني بكثير من الحلوى .. المحبة .
ربنا أنعم علي شخصيا بباقة ورد جميلة، ضمت زهورا يانعة ، تفوح عطرا انسانيا محببا، كبيرات الدار، ست ستات الدار ” نجوان عبد اللطيف” التى لعبت دور الأخت الطيبة فى أيامنا الحلوة، نجوان هانم وأخوتها، نهال الشريف، عزة صبحي، وأختى الطيبة ” أماني عبد الحميد ” ، ولها فى قلبي محبة خالصة .. والمقدرة ” سحر رشيد ” والتى تحولت إلى كاتبة شغوفة تغوص بسن قلمها في شغاف القلب .. أما عن ” إيمان رسلان ” فلا تسل ، مشتعلة دوما ، لاتزال تكافح من أجل تعليم أفضل ، كانت مثل مدرسة التربية الوطنية تلقي علينا دروسا يومية مفعمة بالوطنية .
وهذا ما أتذكره من سيدات الجناح النسوي فى “المصور” كان ولايزال هذا الجناح مؤثرا بابداعاته وأفكاره، كان يرفد المصور بما تيسر، فى منافسة شاقة مع الجناح الرجالي الذى كان طامحا جامحا للارتقاء المهني، وكان الجناح النسوي مزاحما، يعتمل موهبة وجموحا مهنيا، كانت مثل مباريات الرجبي، من يسدد الكرة فيريح الرهان الأسبوعي ويختل غلاف المصور .. كانت أيام ..
**
شباب المصور .. قصة أخري وحكايات عن جيل الأبناء ( لاحقا ) ..