لو فرضنا مثلا أن كائنا فضائيا، من الذين روجت لهم السينما الأمريكية لعقود، هبط فعلا إلى كوكب الأرض، وتأمل علاقات دوله وأحواله وما يحدث فيه، ثم عاد إلى مجرته البعيده وسأله أهلا: ماذا وجدت على هذه الكوكب؟
أتصور أن وجهه سيفيض بالتعاسة وقد يبكي، ويصرخ: عالم شرس، أكثر وحشية من الغابات الإستوائية التي تحكمها غريزة البقاء فقط دون عقل أو تطور أو حضارة، ولا أظن سياسييه أذكياء ومهرة كما يدعون، ولا تعلموا شيئا مما كتبه فلاسفة ومفكرون وأدباء وشعراء وأساتذة اجتماع ونفس، ولا فهموا مغزى ما اخترعه علماؤهم في الرياضيات والهندسة والفيزياء والكيمياء والطب والتكنولوجيا، ولا استوعبوا حكمة تاريخهم الطويل..هم حالة غريبة جدا.