حمدي رزق
الإمام الطيب عنوان الاعتدال
قال أبوالطيب المتنبى «وإذا أتتك مذمتى من ناقص فهى الشهادة لى بأنى كامل»، وقالت العرب فيما هو مأثور عنهم: «رَمَتْنى بدائها وانسلت».
رمت «أميرة أرون»، سفيرة الكيان السابقة لدى مصر، الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بدائها، وانسلت، تتهمه- بوقاحة سياسية- بـ«معاداة السامية».
مجرمو الحرب، قتلة الخدج الرضع فى المهد يقصفون ناصية عنوان الاعتدال العالية، يستهدفون إمام الوسطية مجددًا، فحسب لأن رسالة (الإمام) فى بيانات الأزهر الشريف مفادها أن «كل احتلال ينتهى به الأمر إلى الزوال عاجلًا أم آجلًا»، جد يخشون نبوءة الإمام بزوال الدولة العبرية.
متوالية بيانات الأزهر الشريف الشجاعة بتوقيع الإمام الأكبر تعبر عن ضمير الأمة، ولسان حال الضمائر الحية حول العالم، تذهب إلى إدانة العدوان على الأبرياء، وقتل الأطفال والنساء، وقصف المستشفيات والملاجئ والخيام المنصوبة فى العراء الإنسانى.
الإمام الطيب، وله من اسمه نصيب، بياناته تترجم اعتدالًا، أبدًا لا يدعم تشددًا، يدعم صمود المرابطين، ويشد من أزر الصامدين، وينادى على أحرار العالم للحراك السلمى ضغطًا لوقف العدوان البربرى على المدنيين.
إمامنا الطيب (نعم) يدعو إلى زوال الاحتلال الغاصب، والخلاص من ربقة الظلم والعدوان، شيخ الأزهر لم يكن ليصمت على مجازر بربرية، وإبادة جماعية، وتهجير قسرى.
الإمام الأكبر لم يغادر مربع الاعتدال، عين الاعتدال، ويدعو إلى السلام، متسقًا مع الآية الكريمة «وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ» (الأنفال ٦١).
هل مطلوب من «إمام السُّنة» الصمت على قبر الأطفال الأبرياء فى مقابر جماعية، هل يقف عاجزًا حتى عن الدعاء على الأعداء؟!، هذا والله لأضعف الإيمان.
تخيل مَن يقصف المستشفيات بالطائرات f16 فى إبادة جماعية يخشى دعوات الإمام بزوال الاحتلال، الإمام لا يقصف المدنيين، ولا يستبطن عداء لليهود، الإمام يشد من أزر المرابطين بالدعاء، بردًا وسلامًا، لا يحرقهم بالفسفور الأبيض.
تخيل أن اعتدال الإمام يصنفونه تشددًا، ما بالكم بتحريض الحاخامات، مجرمو الحرب يرهبون الإمام، وهو قائم يصلى فى المحراب ويتمتم بالدعاء.
إمامنا ينطق بحق يعتقده، لا ترهبه تخرصات الأعداء، إمام عادل محمود فى وطنه، ويقف موقف دولته، ويتبنى مواقف قيادته، لا يفارق مربع الاعتدال، ويدعو إلى السلام آناء الليل وأطراف النهار.
السفيرة «أميرة أرون» تتهم الإمام الأكبر بمعاداة السامية، فحسب لأن فضيلته يؤسس عالميًّا لما يمكن تسميته اصطلاحًا (معاداة المسلمين)، على غرار معاداة اليهود (معاداة السامية).
الإمام يدعو المجتمع الدولى إلى إقرار تشريع يجرم الإساءة إلى المسلمين Anti-Muslims، الإمام يذهب إلى طلب ذات المصطلح الذى حظى به اليهود Anti-Semitism ولا يزالون.
الأزهر يقف مع حق الفلسطينيين فى وطنهم، وفى دولتهم، وفى حياة طبيعية آمنة، الأزهر فى جانب الشعب الفلسطينى لا يدعم جماعات ولا حركات، الأزهر يعبر عن ضمير الأمة الإسلامية، وفى القلب منها الشعب المصرى.
يلومون الأزهر وشيخه الجليل على نفرته لغوث المنكوبين، الأزهر يضطلع بواجبه الإنسانى قبل واجبه الدينى، وواجبه الدينى فرض كفاية عن أصوات الأمة الإسلامية، وهذا عين العدل والاعتدال.
الأزهر منارة الوسطية لا يروم حربًا دينية كارثية كالتى ينادى بها حاخامات إسرائيل، الأزهر ينادى بالأخوة الإنسانية، راجعوا بيانات الإمام الأكبر تعبيرًا عن المشيخة العريقة فى قلب مصر العظيمة لتفقهوا قول الإمام، يبدو هناك ترجمة (عبرية) محرفة عمدًا لبيانات الإمام الأكبر التى تصدر عادة بالعربية الفصحى.