شارل فؤاد المصري يسأل عن سوريا :
سقطت أم عادت؟
حقاً، الأمر مرتبك في عقلي. هل سقطت سوريا أم عادت سوريا إلى أهلها؟ الأفراح التي قابل بها أهل سوريا وملأت الدنيا ضجيجاً وأفراحاً بعد سقوط النظام السوري الحاكم تجعلني فعلاً مرتبكاً، ولكن عندما تشاهد قوى الصراع على الأرض تحزن على دولة باتت نهباً للغرباء.
الوضع السياسي في سوريا بعد الأسد سيكون معقداً ومليئاً بالتحديات. هناك عدة سيناريوهات محتملة من وجهة نظري يمكن أن تتشكل بناءً على التطورات الحالية:
السيناريو الأول: قد تشهد سوريا عملية انتقال سياسي تشمل تشكيل حكومة انتقالية تضم مختلف الأطياف السياسية. وهذا السيناريو يعتمد على توافق القوى الدولية والإقليمية والمحلية على حل سياسي شامل إذا أرادوا، وخاصة أنهم باتوا الفاعلين الدوليين الرئيسيين في المشهد.
السيناريو الثاني: أن تكون هناك صراعات داخلية مستمرة بين الفصائل المختلفة، مما يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار والفوضى. هذا السيناريو قد يتفاقم إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يضمن وحدة الأراضي السورية ووحدة الشعب السوري.
السيناريو الثالث: استمرار التدخلات الخارجية من قبل القوى الإقليمية والدولية، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي. هذه التدخلات قد تكون في شكل دعم عسكري أو اقتصادي للفصائل المختلفة المتناحرة هناك الفرحة الآن بسقوط النظام، والذين لم يتصارعوا بعد لان مصااحهم لم تتقاطع حتي الان.
السيناريو الرابع: ربما يطول بعض الوقت ولن يتم إلا مع استقرار سياسي للوضع، وهو إعادة إعمار سوريا التي ستحتاج إلى عقد مؤتمر دولي وإقليمي لمساعدتها وإعادة بنائها، وبناء البنية التحتية والاقتصاد الذي تم استنزافه الفترة الماضية.
أما عودة اللاجئين، إذا استقر الوضع هناك، قد تبدأ عملية عودتهم.
وهذه العملية ستكون معقدة وتحتاج إلى تنسيق دولي لضمان عودة آمنة وكريمة لهم.
بشكل عام، الوضع السياسي في سوريا بعد الأسد سيكون معقداً ومليئاً بالتحديات، ويتطلب جهوداً كبيرة من المجتمع الدولي والإقليمي والمحلي لتحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.
أما عن الفاعلين الدوليين أو اللاعبين الرئيسيين على الساحة السورية، وعلى رأسهم تركيا، فلا توجد حتى الآن أي دلائل قوية تشير إلى أن تركيا تخطط لضم حلب إلى أراضيها، خاصة أننا سمعنا عن المسؤول التركي الذي قال إن حلب تركية.
تركيا تركز الآن على حماية حدودها ومنع النزوح والتصدي للفصائل الكردية المسلحة، وربما فيما بعد و بدعوى الحفاظ على الأمن القومي التركي تضم اراض سورية وتحتلها.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، كيف للمجتمع الدولي أن يتعامل مع الجماعات التي صنفت إرهابية وتشارك الآن في السيطرة على سوريا وتشمل عدة فصائل جهادية؟ ومن أبرز هذه الجماعات:
هيئة تحرير الشام التي كانت تعرف سابقاً بجبهة النصرة، وهي واحدة من أقوى الفصائل الجهادية في سوريا. وشاركت في العمليات العسكرية ضد النظام السوري.
كتائب التوحيد والجهاد، وتتألف من مقاتلين من أوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان، وتعمل كجزء من هيئة تحرير الشام، وشاركت في الهجمات المباشرة ضد قوات النظام السوري.
جماعة الألبان، وهي مجموعة جهادية تتألف من مقاتلين ألبان من كوسوفو وألبانيا ومقدونيا، وتشارك في العمليات العسكرية في شمال غرب سوريا وتنسق مع هيئة تحرير الشام.
هذه الجماعات لعبت دوراً رئيسياً في العمليات العسكرية ضد النظام السوري، وتعتبرها العديد من الدول والمنظمات الدولية جماعات إرهابية بسبب أساليبها العنيفة وأيديولوجياتها المتطرفة.
ويبقى السؤال الذي لا أجد له إجابة الآن: لماذا انسحب الجيش السوري وترك مواقعه دون مقاومة؟
المختصر المفيد : من له اذنان للسمع فليسمع
حفظ الله مصر وحفظ قواتها المسلحة
عضو الهيئة الوطنية للصحافة سابقا