د. سامى عبد العزيز
مصر تقدر.. وأكثر (3)
ترى هل حينما جاء المحافظون الجدد وهم رؤوساء جمهورية فى محافظاتهم بإعداد خطة تشخص مشكلات كل محافظة، وكذلك التحديات والفرص الاستثمارية فى محافظاتهم وعرضوها على وزير التنمية المحلية ومن ثم على مجلس الوزراء؟ ترى هل أستعان السادة المحافظين بمراكز البحوث المتخصصة فى الجامعات الأقليمية فى كل محافظة لمساعدتهم فى تنفيذ خططهم بناء على دراسات علمية واقعية؟
هذه التساؤلات أعرضها لأنى أرى أن التطوير أو عكسه يبدأ من المحليات سواء على مستوى المحافظة أو على مستوى مسئولى المناطق والأحياء.. المحليات هى نقطة البدء فى التطوير من عدمه..
ترى كم مرة سمعنا أو رأينا عن مؤتمرات صحفية يعقدها كل محافظ شهرياً أو ربع سنوياً عما تم من تنفيذه من خطته وما لم ينفذ وما هى الأسباب؟ وذلك بحضور وزير التنمية المحلية. ترى هل هناك أجهزة متابعة ورقابة على العمل التنفيذى ومدى تحقيقه لتطلعات واحتياجات مواطنى كل محافظة؟ ترى هل قوانين الحكم المحلى المتقادمة والتى حسب معلوماتى لم يتم الأقتراب منها وبحكم معلوماتى غير المؤكدة أن قانون أنتخابات المحليات لم يقترب منه!!
ترى هل هذا الكم من الاحزاب السياسية تؤدى وظيفتها ودورها الحقيقى على أرض الواقع من خلال مؤتمرات وندوات تعلن فيها عما رصدته من مشكلات وما أسهمت به من حلول أم أنها تتحرك فقط مع أقتراب الانتخابات البرلمانية فقط؟ لقد أثبتت التجارب أن اللامركزية فى أدارة المحافظات والأقاليم هى المنطلق الأساسى للتنمية المحلية.. أننا فى أغلب الأحيان لا نرى المحافظ مبادر، وكذلك لا نراه إلا اذا قام رئيس الوزراء أو أحد الوزراء لزيارة محافظته.
لقد حدث وعلى الهواء فى ماليزيا أن أشتكى مستثمر أن الموافقة على مشروعه مر عليه 23 يوماً بينما القانون يلزم المحافظ والجهات التابعة له أن ترد وتنتهى الموافقة من عدمها فى 21 يوماً. مرة أخرى وعلى الهواء وفى حوار شارك فيه المستثمر ومحافظ الاقليم والوزير المسؤول ورئيس الوزراء.. وأنتهى الاجتماع المفتوح والمباشر بإقالة المحافظ والوزير المسؤول،
هكذا تكون الادارة والشفافية فى أختيار المحافظ ومن ثم أستمراره من عدمه! وأنهى مقالى بواقعة كنت شاهداً عليها أن جاء أحد رجال الأعمال السعوديين والعاشق والمؤمن بمصر المرحوم الشيخ صالح كامل، وفى حواره مع أحد المحافظين أن سأله لو أننى أردت أن امول المشروعات الصغيرة أو متناهية الصغر هل أقول محل بقاله أو محال مكوى أو مطعم صغير حتى أضمن وجود فرصة وأحتياج مطلوب مما يجعل المشروع له جدوى، ومن ثم نجاحاً مضموناً ولم يجد الرجل أجابة محددة!!
لهذا الموضوع محاوره العديدة أن أردنا محليات مفيدة ومنتجة! ولعلى هنا أشيد بما قاله السيد الرئيس وبوضوح وصراحة حينما تحدث عن تجربة مدينة دمياط للأثاث التى أصبحت خاوية على عروشها اليست هذه مسؤلية المحافظ والأجهزة المحلية؟