قبلة رئاسية على جَبِين أم الشهيد
بقلم : حمدي رزق
عيد الشرطة ال(73) يذكرنا بالعيد الكبير، بنصر (73)، شهيد العيد ال (73) النقيب “عمر القاضي”، الذي استشهد في هجوم إرهابي غادر على كمين بأول أيام عيد الفطر عام 2019 .. يذكرنا بشهداء العبور العظيم.. فروح وريحان وجنة نعيم .
مصر وطن الشهداء، وأغنيتها الأثيرة ” إن كان فى أرضك مات شهيد، فيه ألف غيره بيتولد ” “، (من كلمات الشاعر إبراهيم رضوان بصوت طيب الذكر الفنان محمد نوح).
هدية عيد الشرطة كانت لافتة ، هدية قلبية من قلب أم الشهيد “عمر القاضي”، أهدت أغلى ما تملك “قلادة ابنها الشهيد”، فتقبلها الرئيس السيسي بقبول حسن وقبل جَبِينها تكريما وإكراما.. وكرم أسر شهداء الشرطة جميعا، للهِ درّهُ ، كان كريما مع أمهات الشهداء.
لسان حال الرئيس، لو علمتم تضحيات العظيمات بين ظهرانيكم لقبلتم الأرض من تحت أقدامهن، ولو تحدثت أمهات الشهداء لقالت ما يغبط النفس ويفرح القلب.
العظيمات في بلادى (المحروسة بحول ربها)، يستقبلن جثامين الشهداء على قارعة الطريق بالزغاريد ، زغرودة أم الشهيد في جنازته، أحلى من الشهد المكرر، وترتدى أم الشهيد (العظيمة الصابرة) جلبابا أبيض، وكأنه في يوم زفافه ، وتزعق في الخلايق (أنا أم البطل…)
زغرودة أم الشهيد صداها في غيطان سنابلها خضراء، زغرودة لو وصفتها المعاجم اللغوية ما كفتها لغة ووصفا، ولو لم أسمعها منها يوما ما عرفت معنى زغرودة أم الشهيد يوم خرجته من داره عريسا صاعد إلى الفردوس الأعلى.
في ديارنا أم الشهيد هي أم البطل، ترتدي الأبيض وتمشى مغتبطة تتلقي التهاني وراء الجثمان المسجى بدمه، تتفجر منه رائحة المسك والعنبر..
ويزغردن النسوة في المدينة من حول النعش، ويشيعونه مع السلامة يا ضنا أمك. بقولها الرئيس للمصريين “الضنا غالي قوي، ولكن شوفوا الأم قدمت الضنا إزاي، وبتقول إيه دلوقتي، شوفوا دة وما تنسهوش وحافظوا على بلدكم”.
شهيد العبور في (73) وهب لمصر شهيداً في العبور الثاني إلى بر الأمان، شهداء الحرب المقدسة، شهداء الأرض والعرض، شعب من الشهداء، شهيد وراء شهيد ( أنـا شعبٌ وفدائىٌّ وثوره، ودمٌ يصنع للإنسان فجْرهْ، ترتوى أرضى بـه من كل قطره، وستبقى مصر حرة مصر حرة ) .
هكذا كان النشيد فى طابور الصباح ، تلهج به ألسنتنا صغارا، نرتسم شهداء ولاد شهداء، يرسمون بدمائهم أيقونات عصر الشهادة الثاني، شبّوا علي الشهادة ، وطلبوها من السماء نصراً أو شهادة، ونالوا نصراً وشهادة من الله.
صورة الشهيد، أيقونة حارتنا وكل الحارات المصرية، كل الحارات خرج منها بطلا وعاد شهيدا، كل الحارات معلق على قمتها صورة شهيد.
لايعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه ، قبلة الرئيس على جَبِين أم الشهيد عمر القاضي عطفه تستحق التقدير والاحترام، سجل شهداء مصر العظام جديرا بالتقدير، مصر محروسة بأرواحهم، وتضحياتهم، معلوم الشهادة تجلب الحياة.