السيد هاني
كاتب صحفي متخصص في الشؤون العربية والدولية
صباح الخير يا أستاذ أيمن عدلى ..
حزنت .. عندما رأيت على شاشات ماسبيرو .. الأولى والنيل للأخبار .. أثناء النقل المباشر للقمة العربية يوم الثلاثاء الماضى .. وقد كتب أسفل الشاشة أثناء كلمة الأمين العام لمنظة التعاون الإسلامى .. “أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى” .. أكيد أن المتابعين لجلسات المؤتمر .. خاصة فى دول الخليج التى تحتضن أقوى الفضائيات العربية .. ضحكوا علينا كثيرا .. وتذكروا قول الشاعر :
“يا أمة أضحكت من جهلها الأمم” ..!
أرجو التفضل يا أستاذ أيمن بإبلاغ المسئولين فى ماسبيرو .. بأن اسم منظمة المؤتمر الإسلامى .. قد تغير منذ أكثرمن ١٠ سنوات .. إلى “منظمة التعاون الإسلامى” .. فإذا كانت معلومات المسئولين فى ماسبيرو قد توقفت عند ماقبل ١٠ سنوات .. تبقى المصيبة كبيرة ..!
قل لهم من فضلك يا أستاذ أيمن : “بلاش تضحكوا علينا الناس” ..!!
• أولا : لأن تاريخ ماسبيرو العريق لازم يحترم .. ولا يليق أبدا به السقوط فى مثل هذا الخطأ .. الذى ينم عن “الجهل” فى المعلومات السياسية البسيطة ..
• ثانيا : كما تعلم .. أن الإعلام أصبح الآن أحد أدوات السياسة الخارجية لأى دولة .. بالتالى لا يجب ابدا أن تكون هذه الآداة .. الهامة والرئيسية .. فى سياستنا الخاجية تفتقد إلى مثل هذه المعلومة البسيطة ..
• ثالثا : لابد أن يعرف المسئولون فى ماسبيرو .. أن معظم الصراعات الدولية أصبحت تدار الآن عبر وسائل الإعلام .. وأن يتعلموا كيف يمكن أن يقوموا بدورهم .. وأن يكونوا على مستوى مسئولية نقل مباشر لمؤتمر قمة عربى تستضيفه القاهرة ..
• لقد تحدثت عن أهمية وخطورة سلاح الإعلام فى مقال لى نشر بجريدة “الجمهورية” .. عام ٢٠١٧ .. فى سلسلة مقالاتى ألف باء .. تحت عنوان : “الصحف والفضائيات .. جبهات قتال مفتوحة” .. بالتالى فإن جبهات القتال تحتاج إلى “مقاتلين أشداء” على علم ودراية بفنون القتال على الجبهة التى يقفون عليها .. ولا يجب أن يسمح أبدا للحبايب والمحاسيب .. بتصدر المواقع فى جبهات القتال .. حتى لاتتكرر نكسة ٦٧ هذه المرة فى الإعلام ..
• صديقى العزيز الأستاذ أيمن عدلى .. لقد اخترتك أنت بالذات لكى أوجه له هذه الرسالة .. لأننى أعرف مدى اهتمامك بتطوير الإعلام .. وأنك نظمت العديد من الندوات التى تناقش هذا الموضوع .. بل وأسست صالونا أطلقت عليه اسم “صالون الإعلام” .. بالتالى يجب ترجمة هذا الإهتمام .. والمناقشات التى تجرى فى صالونك .. على الشاشات وصفحات الصحف ..
• تطوير الإعلام يتطلب الإستعانة ب “المقاتلين الأشداء” الذين تم اقصاؤهم .. ليحلوا محل “الحلنجية” الذين تزدحم بهم دور الصحف وقنوات التليفزيون ..!!
• سأختم .. بالإعراب عن غضبى الشديد .. وحزنى .. وأسفى .. لسقوط قنوات ماسبيرو فى مثل هذا الخطأ الذى أشرت إليه عاليه .. أثناء النقل المباشر لحدث كبير فى مصر .. هو استضافة القمة العربية ..
• الغريب أن الخطأ لم يصحح .. ظل كما هو طوال الوقت .. وهذا يعنى “حاجة من اتنين” ..
• إما أن المسئولين فى ماسبيرو لم يتابعوا جلسات القمة ..وتلك مصيبة..!
• وإما أنهم لا يعلمون أن اسم منظمة المؤتمر الإسلامى قد تغير إلى “منظمة التعاون الإسلامى” منذ أكثر من ١٠ سنوات .. وتلك أيضا مصيبة..!
• صديقى العزيز الأستاذ أيمن عدلى .. هناك أخطاء تنم عن التقصير فى العمل .. وعدم الإستعداد اللازم له .. ومثل هذه الأخطاء يمكن أن تغتفر .. وقد حدثت أيضا على قنوات ماسبيرو أثناء نقل جلسات مؤتمر القمة .. منها على سبيل المثال:
• عدم وجود ترجمة لكلمة رئيس أنجولا الرئيس الحالى للإتحاد الأفريقى .. ظل الرجل وقتا طويلا يتحدث ولا أحد يفهم ماذا يقول .. ثم بدأ نقل الترجمة عن قناة “سكاى نيوز عربية” التى تبث من أبوظبى بصوت المذيع يوسف الشريف .. وفى أخر الكلمة بدأت الترجمة من ماسبيرو .. طبعا هذه فضيحة .. لأننا نتحدث كثيرا عن ريادة الإعلام المصرى .. ثم نتعثر .. ثم نلجأ لقناة تبث من أبو ظبى ..!!
• وحتى لا أكون مبالغا .. فهى “فضيحة صغيرة” .. لأنها تتعلق بمستوى الآداء فى تغطية الحدث .. ولا تتعلق بالمعلومات الأساسية البسيطة ..!
‐————————————
مع أطيب تحياتى ومودتى ..
السيد هانى ..
نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية ..
الكاتب المتخصص فى الشئون الدولية..
عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية ..