شارل فؤاد المصري
يكتب: خالد أبو بكر.. نقطة ومن أول السطر
قبل عدة أعوام، كنتُ أكتب سلسلة مقالات بعنوان “نجوم في حياتي” وأنشرها أسبوعيًا في مجلة “7 أيام” عن أناس عرفتهم عن قرب، وغالبيتهم أصدقائي أو تعاملت معهم بحكم العمل.
ولكن هذه المرة الأولى التي أكتب فيها بشكل انطباعي عبر تصريحات وحوارات للشخصية، سواءٌ كانت مرئية أو مكتوبة وسأكتب في المرات القادمة بأذن الله عن شخصيات لا أعرفها بشكل شخصي ولكنها شخصيات عامة وملهمة .
بدايةً، أنا لا أعرفه شخصيًا ولم ألتقِه ولا مرةً واحدةً في حياتي، رغم علاقته بالوسط الإعلامي وعمله به الي جانب عمله الاصلي.. وليس ثمة أي علاقة بيننا.
وكلما عرجتُ إلى الفضاء الأزرق (حيث السوشيال ميديا: فيس بوك.. وتيك توك وغيرها)، أجد عنه أخبارًا أمرُّ عليها مرورَ الكرام؛ فهو شخصية عامة مثله مثل العديد من مشاهير المجتمع .

وأثناء دخولي على “تيك توك”، وجدتُ مجموعة فيديوهات من حلقة مسجلة له، ففتحت أحداها فوجدته يتحدث بفخر عن بداياته التي كانت عملًا في سوق للفاكهة “حمالًا وبائعًا” أثناء دراسته في فرنسا.
وكنتُ قبل أقل من عشرين سنة من الأن شاهدتُ له صورة في السوق مع أحد اصدقائه (ربما هو لا يتذكره)، فقررتُ أن أشاهد الحلقة وأكتب عنه .
تُعد شخصيتُه من الشخصيات البارزة التي تلفت الانتباه بثراء تجربتها وتنوع مواقفها بين السياسة والرياضة والقانون، فضلًا عن تميُّزها بالصراحة والفخر الذي يعكس ثقةً نابعةً من إيمانٍ راسخ بالمبادئ.
يبدو في الحوار متواضعًا ابنَ بلدٍ رغم المناصب التي تولاها أو الشهرة التي حققها. وبالبحث على الإنترنت وجدتُه يحرص دوماً على دعم المبادرات الخيرية، خاصة تلك التي تُعنى بالتعليم ورعاية الأيتام، مؤمنًا بأن “العطاء هو أساس التقدُّم المجتمعي”، مما جعله قدوةً في العمل الإنساني – وخاصة الخفي منه – بشهادة بعض الذين يعرفونه (وهم من أصدقائي)، حيث أنه لا يبحث عن الأضواء.
كما يُذكَر له دفاعه عن قضايا العدالة الاجتماعية، مما يجعله صوتًا للمهمشين في المحافل العامة.
تستشف من تجربته الدراسية والعملية أن هناك فكرًا استراتيجيًا يجعل له قدرةً على تحويل التحديات إلى فرص..ترجمها حين قال حرفيًا: ” الحياةفرص إذا خسرتُ فرصة واحدةً سأكسب الأخرى، وحتمًا ولابد أن أكسب”. “
وأشد ما أعجبني أنه معروفٌ بآرائه ومواقفه الجريئة والواضحة، المنشورة علي “السوشيال ميديا ” وهي ضد التيار سواءٌ في تأييده لقضايا الاستقلال الوطني أو انتقاده لسياسات الفساد.
لم يتردد في اتخاذ قراراتٍ صعبةٍ تتعارض مع التيار السائد إذا اقتنع بصلاحيتها للصالح العام. مثلاً، وقف ضد التطبيع مع كياناتٍ رأى أنها تُهدد الحقوق الفلسطينية، معبِّرًا عن رأيه بصراحةٍ أثارت الجدل أحيانًا، لكنها أكسبته احترامًا حتى من المختلفين معه .
وعندما سألته المذيعة الزميلة “أميرة بدر” عن حبه للأهلي، قال: “الله، الوطن، الأهلي”.
في المجال الرياضي، كان له دورٌ بارزٌ كراعٍ للرياضة الشعبية، وداعمٍ للمواهب المحلية. أشرف على مبادراتٍ لبناء ملاعب في الأحياء الفقيرة (كما تخبرنا الشبكة العنكبوتية)، وقال في إحدى مقابلاته: “الرياضة ليست ترفًا، بل أداةٌ لبناء الشباب نفسيًا وجسديًا”.
كما دعم الأندية الصغيرة مالياً وفنياً، معتبرًا أن التنافس الشريف في الملاعب يُسهم في تقليل الاحتقان المجتمعي .
أبرز ما يُميز شخصيتَه صراحتُه المفرطة التي دفعتني لكتابة هذا المقال عنه، وبخاصة عمله في سوق الفاكهة في فرنسا.. تلك المعلومة التي فوجئتُ أنه يفتخر بها، وأنا شخصيًا كنت أعرفها قبل عشرين عامًا (ربما في بداياته)، التي جعلته يُعبِّر عن آرائه بلا مواربة، حتى لو كانت غير مُرضية للجميع.
هذه الصراحة جاءت مصحوبةً بفخرٍ واعٍ بذاته، ليس كتعالٍ على الآخرين، بل كتعبير عن احترامه لقيمته وقدراته .
هو محامٍ دولي، وليس مجرد شخصية عامة، بل نموذجٌ لـ”الإنسان الشامل” الذي يجمع بين العقل والقلب، وبين المبادئ والمرونة.
إن سيرتَه التي سمعتُها منه خلال الحوار تذكيرٌ بأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بالمناصب أو الأموال، بل بالقدرة على ترك أثرٍ إيجابي في حياة الناس.
وكما تعلَّمت أجيال الشباب أن الصراحة والفخر حين يكونان نابعين من إخلاصٍ للقيم هما أقوى أدوات التغيير .. هو المحامي الدولي خالد أبو بكر .
نقطة ومن أول السطر
دمتم بخير