الإثنين 26 مايو 2025
متر مربع
رئيس التحرير
حسن عامر

رئيس مجلس الإدارة
شريف اسكندر
  • الرئيسية
  • مدن الجيل الرابع
  • مفاتيح تمليك وايجار
  • الكامباوندات
  • تمويل عقاري
  • تشريعات
  • مباني تجارية
  • للمصريين في الخارج
  • الرئيسية
  • مدن الجيل الرابع
  • مفاتيح تمليك وايجار
  • الكامباوندات
  • تمويل عقاري
  • تشريعات
  • مباني تجارية
  • للمصريين في الخارج
متر مربع

نبيل عمر : ليس دفاعا عن محمد سامي والذين معه!

الأحد 30 مارس 2025 - 2:48 م
البحار المخمور الذي ينفق المخزون الدولاري للعالم
شاركغردارسل

ليس دفاعا عن محمد سامي والذين معه!‏

نبيل عمر

سؤال ساذج للغاية: هل أزمة الدراما تختلف عن أزمة الإعلام الإخباري مقروءا ومرئيا أو ‏أزمة برامج الفضائيات عن النميمة والأسرار الخاصة والمقالب المثيرة وحكايات النجوم؟
قد يندهش أحدكم ويتعجب ساخرا: ما الذي جاء بالقلعة جنب البحر؟، للأسف العلاقة وثيقة ‏للغاية، فإذا كانت الدراما قد استطعمت العيش على نفايات التجارب الإنسانية، فإن الإعلام ‏ابتعد عن دور “الفنارات” التي تضئ الدروب المعتمة ، والبرامج أبحرت في مياه التسلية ‏الضحلة التي تشبه قزقزة اللب التي تسبب السمنة وتضر بالصحة العقلية!‏

نحن أمام أزمة ثقافية لا أزمة درامية، أزمة وعي لا أزمة مسلسلات عنف ومكائد وتفتت ‏عائلي وكراهية زاعقة وتجارة مخدرات وآثار وسلاح ورقص وألفاظ وقحة ونفوس معقدة، ‏أزمة في مفاهيم كبرى، لا أزمة في تفاصيل صغيرة.‏

تخيلوا مثلا لو مطربة ذلا صوت بديع، وقفت أمام جمهور المسرح، أو في برنامج فني ‏تليفزيوني تشدو بقصيدة “أراك عصي الدمع” لأبي فراس الحمداني، أو “سلوا قلبي” لأحمد ‏شوقي، بينما ينافسها مغنى مهرجانات يتراقص في مسرح قريب أو قناة فضائية أخرى، ‏ويغني بصوت صعب: “هافتح محضر وكله يحضر”، أو “في نص الليل بكلمها”، ما النتيجة؟، ‏مؤكد أن أغلب الجمهور سوف يعترضون ويلعنون المطربة وابو فراس الحمداني وأحمد ‏شوقي وربما يلقون زجاجات المياه عليها، أو يدوسون بعصبية شديدة على زر تغيير ‏المحطات التليفزيوينة إلى مطرب المهرجانات.‏

السوق عايز كده

من فضلكم لا تلوموا الجمهور، ولا تتلمزوا عليه، ولا تتفوه بألفاظ تنتقص من قدره، فهذا ‏الجمهور صنيعتكم، نحن الذين رَبيْناهم على هذا النوع من الفن والثقافة، أو على الأقل القينا ‏بهم إلى السوق بكل صخبه وألاعيبه “اللي تغلب به..العب به”، واللعب على الغرائز مكاسبه ‏مضمونة!‏

بالمناسبة لم يخل الفن المصري ولا الثقافة المصرية أبدا من أعمال شعبية من نوعية ” ‏المهرجانات”، سينما ومسرح وغناء وأدب..الخ، لكنها كانت فرعا في نهر كبير متنوع، لم ‏تصل أبدا إلى قلبه وتفسده، خاصة بعد النهضة الثقافية التي ولدت مع بدايات القرن العشرين ‏وتوسعت بعدها.‏

الدراما المصرية الحالية هي تعبير عن حال “العقل والتفكير والتلقي”، ولا يمكن أن يصنع ‏مؤلفوها ومخرجوها أعمالا من عينة: ” الليل وآخره” أو ليالي الحلمية أو العائلة أو جمهورية ‏زفتى، أو الضوء الشارد ، أو الوتد أو “هارب من الأيام” الذي كان أول مسلسل عربي بدأ بثه ‏في 23 يوليو 1962، لأن البيئة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية تغيرت، وتغير معها جزء ‏كبير من ذائقة الجمهور، نعم لا يزال جمهور الكلاسيكيات موجودا ونشيطا، لكنه أقلية.‏

هذا ماجناه أبي
‏

والأهم أن وكالات الإعلانات قد تدير ظهرها لهذا النوع من الدراما، ولا تقدم له ما يستحق ‏من حصص إعلانية، وهي لها دور خطير في تربية ذوق الجمهور، وباتت تؤثر في نمط ‏الإنتاج التلفزيوني دراميا وبرامجيا، وتحدد قيمة كل نجم في السوق.‏

‏ شئ طبيعي جدا مع شيوع غناء المهرجانات أن تعلو دراما المهرجانات وتعزف على ‏مشاعر الجمهور، رقص، خيانات بكل أشكالها، أبناء تائهون أو مخطوفون من الصغر، ‏عائلات تقطع في بعضها طول الوقت، منتقمون من الظالمين، علاقات عاطفية مرتبكة ‏ومربكة، شخصيات خسيسة إلى حد مذهل، مع شخصيات نصف سوية يعدل بها الميزان في ‏نهاية الحلقات. ‏
هؤلاء الفنانون يعملون وينتجون وفق “قواعد السوق” وليس حسب القيمة الفنية، لصناعة ‏الشغف وليس المنطق الدرامي، وبما يناسب “غوغائية” في التفكير والسلوكيات” ناتجة عن ‏تراجع ثقافي، وبالمناسبة أغلبهم شطار في مهنتهم ويتقنون أصولها ويجيدون مغازلة الملتقى.‏

وفي النهاية الفيلم أو المسلسل أو الكتاب أو الجريدة أو البرنامج أو الأغنية سلعة، تخضع ‏لقانون السوق، عرض وطلب، حتى لو كانت ذات أهمية خاصة في بناء العقل وصيانة وعى ‏المجتمع، فإذا لم تجد مشتريا بارت وضاعت فلوس المنتج، ولن تنفعه القيمة الفنية، إلا إذا ‏كان المنتج مؤسسة رسمية لها دور في صناعة وعي عام في مواجعة وعى مفقود، وأن تكون ‏قادرة على إنتاج أعمال تجمع بين الجاذبية والقيمة العالية، ويمكنها أن تتحمل خسائر إعادة ‏تشكيل ذائقة الجمهور، إلى أن تحقق نجاحا ومكاسب مالية، ( تجربة اتحاد الإذاعة ‏والتليفزيون المصري في إنتاج المسلسلات والبرامج ، أما خسائره بالمليارات فهي نتاج سوء ‏تصرفات وفساد إدارى ومهنى، ولا تخص الأعمال الفنية)!‏

‏ نعود إلى الثقافة أساس الوعى، والثقافة ليست المعلومات أو الشهادات التعليمية، الثقافة حالة ‏عقلية، خليط من معرفة وتجارب وتعليم وعادات وقيم وتقاليد..الخ، تشكل رؤية الإنسان لنفسه ‏وللحياة، والمعلومات مجرد وسيلة من وسائل الفهم قبل اتخاذ أي قرار.‏

يقول طه حسين: الثقافة والعلم أساس الحضارة، ويفسر المبدع يوسف إدريس معناها في مقال ‏نشره في الأهرام بعنوان “أهمية أن نتثقف يا ناس”، يقول فيه: “الثقافة ليست مجرد تحصيل ‏معلومات من كتب الثقافة، بل هي أساسًا جزء مكمل بالضرورة للتعليم، فتعليم بلا ثقافة لا ‏يتعدي خلق كائنات ميكانيكية لا تجيد إلا صنعة أو حرفة يد، بل حتى هذه الحرف دون عقل ‏يحتوى الحد الأدني من الثقافة يصبح صاحبها عاملا معوقا في نفس صميم حرفته أو صنعته”.‏

باختصار مواطن بلا ثقافة يشاهد ويتذوق ويتصرف في الشارع أو العمل أو أمام التليفزيون، ‏بنفس نمط غناء المهرجانات، وبالتالي تأتي أعمال محمد سامي والذين معه على هذه الشاكلة.‏
راجعوا أهم التعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي أو الفيديوهات، الأكثر غوغائية هو ‏الأكثر متابعة ومشاهدة.‏
نعم..الإصلاح ليس مسلسلا أو برنامجا ,وإنما هو عمل أوسع من ذلك!‏

شاركTweetSend

الأكثر قراءة

لا يوجد محتوى

© 2019 جميع الحقوق محفوظة لجريدة البشاير.
تطوير فوكس تكنولوجى

  • الرئيسية
  • مدن الجيل الرابع
  • مفاتيح تمليك وايجار
  • الكامباوندات
  • تمويل عقاري
  • تشريعات
  • مباني تجارية
  • للمصريين في الخارج

© 2019 جميع الحقوق محفوظة لجريدة البشاير.
تطوير فوكس تكنولوجى