الزول شقيقي ..
بقلم : حمدي رزق
“الزول صديقي” أغنية فكهة تؤديها فرقة “سلالم” في مناسبات شبابية ، وتجتذب مشاهدات مليونية، أغنية “الزول شقيقي” لم تكتب بعد، ستكتب لاحقا..
جاء في ” لسان العرب ” أن كلمة “زول” تعني الشجاع الذكي أو الفطن وزاد بعض المجتهدين أن الزول هو السمح الكريم، وهو الكيّس اللطيف ..
قبل انطلاق لقاء الأشقاء بين ( الأهلى المصري والهلال السودانى ) ، رفعت جماهير الهلال لافتة مكتوبا عليها: “شكرا لمصر لوقوفكم معنا”.
رسالة سودانية بعلم الوصول، وصلت قلب كل مصري، ودخلت كل بيت مصري، السودانيون بين ظهرانينا من أصحاب الفضل، ولا ينكرون فضلا، والاعتراف بالفضل (الجميل)، سمة لأصحاب النفوس السامية.
صاحب الفضل لا ينسى لأهل الفضل فضلهم وصاحب الإنصاف لا يُضيع إحسانًا ، وامتدح ، عز وجل ، من يعترف بالفضل، ويثني على فاعل الخير بالخير، قال الطبري، رحمه الله، في تفسير قوله تعالى “وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ” ( البقرة / 237 )، “ولا تغفلوا، أيها الناس، الأخذ بالفضل بعضكم على بعض فتتركوه، ومن الكلم الطيب ، لايعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل.
وليس بجديد عليهم، على الأشقاء، طوال عمرنا السودانيون فى ديارنا، ليسوا ضيوفا، أصحاب بيت، ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، وبيوتنا لهم مفتوحة، ومن الكتف ده زاد ومن الكتف ميه، والمصري الأصيل أبن البلد الكريم، يستقبل ضيوفه، ولسان حاله إن ما شالتكم الرؤوس تكتحل بكم العيون.
يلخص الشاعر السودانى الدكتور “تاج السر الحسن” الحكاية، حكاية شعب وادى النيل فى قصيدته الذائعة “أنشودة آسيا وإفريقيا”:
“مصر يا أخت بلادى.. يا شقيقة / يا رياضًا عذبة النبع وريقة .. يا حقيقة. مصر يا أم جمال .. أم صابرْ / ملء روحى أنت يا أخت بلادي ..”
بصدق أهل السودان طيبون، وبصدق أهل مصر شرفاء محترمون، ولنا فيها، فى السودان ذمة ورحمة، ما بيننا لا تبدده الرياح، راسخ كالجبال الرواسي، وإذا هبت ريح سوداء، فليتحسب أهلنا فى الجنوب والشمال .
ليس لدينا رفاهية خسارة الخرطوم، والسودان ليس لديه رفاهية خسارة القاهرة، نحن والسودان فى رباط إلى يوم الدين.
آخر مصر فى السودان، وأول السودان فى مصر، وأول وآخر مصر فى قلب السودان، والسودان فى قلب مصر، حقائق التاريخ والجغرافيا تقول ما لا يستبطنه نفر من المرجفين.
بعض شذاذ الآفاق، ينسون أن لمصر فى السودان ما للسودان فى مصر، والحدود بيننا لا تحجب ريحاً طيبة، فلتكفوا أقلامكم وألسنتكم عن ما يسىء للعلاقة الأبدية، والتمسك بالعروة الوثقى.
يقول الزول صديقي بلهجته المحببة، “مصر والسودان حتة واحدة” ، وكما انشد طيب الذكر الشيخ ” محمد سعيد العباسي ” من مواليد النيل الأبيض: “مصرٌ وما مصرٌ سوى الشمس التي بهرت بثاقب نورها كل الورى / ولقد سعيت لها فكنت كأنما أسعى لطيبة أو إلى أم القرى ..”.