معقود في نواصيهم الخير..
بقلم: حمدي رزق
يقال في الحكمة الذائعة، “إن الشق وسط حبة القمح يرمز إلى أن النصف
لك والنصف الآخر لأخيك”،
والعنوان أعلاه يذهب إلى الخيل مباشرة، ولكن المقصود في هذه السطور، الفلاحين في الغيطان، معقود في نواصيهم الخير..
بشرة خير، الدكتور “شريف فاروق” وزير التموين والتجارة الداخلية، بمناسبة افتتاح موسم الحصاد في الفيوم، يزف بشري طيبة للفلاحين في بر مصر .
سعر توريد الأردب من القمح المحلي هذا العام بقيمة 2200 جنيه، بزيادة 200 جنيه من سعر توريد الموسم الماضي، أتمناه سعر مُشجّع للفلاحين، سيما وأنه يفوق سعر القمح المستورد، وهذا التقدير من قول الوزير فاروق.
وحسنا فعلتها الحكومة، أردب القمح المحلي يستحق التضحية بالغالي، والفلاح المصري أولي بالسعر العالي ، والحاجة ملحة لكل إردب زيادة، وفي ذلك فليتنافس الفلاحون.
الحكومة تلتفت للفلاحين، وهذا من حسن تصريف الأمور ،حان وقت رعاية مزارعي القمح والمحاصيل الحقلية الرئيسية التى تكلفنا كثيرا بالاستيراد، وكما تحنو الحكومة علي المصدرين، تتولي برعايتها الفلاحين المنتجين، سيما صغارهم الذين يتمنون حصادا وفيرا يعوض شقي السنين.
الرهان على الفلاح المصري يقينا لا يخيب أبدا، والفلاح الطيب مفطور على العطاء، وكريم معطاء، وأجود من الريح المرسلة وقت الحصاد، ووقت الشدة شديد، وعبر عنه فلاح مصر التاريخي “محمد أبو سويلم” في فيلم “الأرض” لسان حال الفلاحين “كنا رجاله ووقفنا وقفة رجاله”، وطول عمرهم رجاله، والوقفة المطلوبة وقفة رجاله في ظهر الدولة المصرية في ظل أزمة القمح العالمية، قربى لشعب الطيبين، من أجل رغيف عيش من قمح الأرض الطيبة فى فم طفل من ولاد البلد الطيبة.
توريد القمح لوزارة التموين، فرض عين على كل فلاح أصيل، وليس فرض كفاية توريد كامل قمحه للحكومة لنكفيها مؤنة الاستيراد بالدولار، وليس هذا وقت معاندة، أو متاجرة أو مزايدة، سعر التوريد المعلن مبشر، والحاجة ماسة للتوريد الاختياري دون اللجوء للتوريد الإجباري.
البلد في شدة، ولا نملك رفاهية عدم توريد المحصول، ما يضطر الحكومة لاستيراد أضعاف الإنتاج بكلفة دولارية ضخمة من لحم الحي.
الحكومة تترجى الله في أردب قمح زيادة، والقمح المحلي ما شاء الله عليه، مبشر دوما، يطرح فيه البركة، وستمتلأ السنابل بحبوب الخير، ببركة رب السموات.
كتبت وأكتب مجددا، هذا ليس وقت اختيار، لا نملك رفاهية الأيام الخوالي، وأعلم علم اليقين أن الفلاح المصري صاحب مروءة، وشهامة، وبذل، ونخوة، ولم يتأخر يوما عن العطاء وبلا حدود، وعرقه مغرق الشاوشي، وحاضر في غيطه، ودوامه من الشروق للغروب، وثقةفي فالق الحب والنوى، أن يكرمنا بحصاد يكفينا مؤنة الاستيراد، ونأكلها عيش بدقة ولا سؤال اللئيم..