مصر مالهاش حظ مع شركات البترول : إنسحاب شل وشيفرون ومبادلة
يبدو والله أعلم أن مصر مالهاش حظ مع شركات البترول . النهاردة أعلنت ثلاث شركات عملاقة انسحابها من مناطق التنقيب في البحر الأحمر ، بدعوي أن كل الاكتشافات غير مجدية تجاريا . الشركات الثلاث هي شل وشيفرون ومبادلة . ومنذ يومين نقلنا عن منصة طاقة الأمريكية أن شركة ايني الإيطالية أغلقت أربعة آبار غاز تم حفرها داخل البحر المتوسط ، بدعوي عدم الجدوي الاقتصادية .
الغريب أن شل هي أول شركة أكتشفت البترول في مناطق متعددة للبحر الأحمر عام ١٩١٠ ، وهي أول من بشرت أن مصر دولة بترولية بامتياز .
أما شيفرون الأمريكية في تعمل في مصر منذ نهاية القرن الماضي ، وسجلت عددا من الاكتشافات ، وباعتها لشركات أخري ..
ولشركة ايني الإيطالية قصة أخري ..
كانت شركة صغيرة جدا علي إمتداد الستينات ، ومحدودة القدرات لا تجرؤ علي منافسة الشركات الأمريكية الأوروبية العملاقة آنذاك ، واستطاع جمال عبد الناصر استقطابها ، وتوفير مساحات متعددة للتنقيب داخل الصحراء الغربية المصرية . وقدم الشركة للعقيد معمر القذافي ، فمنحها عدد من امتيازات البحث والتنقيب . وانطلقت الشركة في أفريقيا بفضل المساندة المصرية .
الشركة ردت الجميل عندما أكتشفت حقل ظهر وأعلنت إنه من أغني حقول الغاز علي مستوي العالم ..
وساند حقل ظهر التوسعات المصرية جغرافيا وإنتاجيا ، كما صدرنا حصصا من إنتاجه . فجأة بدأت الشركة تتلكأ في الإنتاج وتلبية الاحتياجات الوطنية ، وسحبت معداتها بدعوي أن مصر لا تدفع مستحقاتها .
عام ٢٠٢٤ عادت الشركة للعمل بعد أن سددت مصر ٨٠٪ من مديونيتها ..
وبدات عمليات التنقيب في مطلع مارس ٢٠٢٥ . وبعد شهر ونصف الشهر ، أعلنت إن لا جدوي من عمليات التنقيب ، في المواقع التي حددتها من قبل ، وأصدرت اليوم بيانا جديدا جاء فيه إنها سوف تستأنف الحفر والتنقيب في يناير ٢٠٢٦ ، وكأن عفريتا يطاردها ، ويلزمها عدم الاستمرار ..
الطريف أن جوجول ديسكفري نشر صباح اليوم تقريرا ، إختفي بعد ساعة من النشر ، يقول آن غاز البحر المتوسط الذي تنتجه قبرص ومصر تمت سرقته من المنبع ..
مصر تنتج البترول منذ ١١٥ سنة تقريبا . وعلي إمتداد القرن الماضي تنتشر مقولة ( آن مصر تعوم علي بحيرة بترول ) وأن كل الدراسات الغربية تؤكد علي مصداقية المقولة . لكن الشركات المهيمنة علي صناعة البترول والغاز تتعمد الغدر باحلام المصريين ، وكأنها ملزمة بالعمل علي وقف النهضة المصرية ، والإبقاء علي مصر عند منتصف الطريق ، لا هي دولة عوز ، ولا هي دولة ثراء ..