تفسيري لظاهرة جهاد (الهاها)انه دليل خير عظيم ..ليه بقي ؟أنا حضرت التمانينات والتسعينات لما كانوا الارهابين بيمارسوا البلطجة والفجر ضد المختلفين عنهم ومعاهم بالقوة المسلحة ..
رحت أسيوط في آخر التسعينات وقابلت مثقف يساري كان يجلس علي كرسي متحرك منذ عام ١٩٧٢وكانت الرواية الشائعة انه تعرض للضرب من اعضاء الجماعة الارهابية في جامعة أسيوط في بداية ظهورها وده تسبب له في شلل كامل طول الحياة (كان اسمه الاستاذ احمد كمال علي ما اذكر وقد توفي منذ سنوات )..
عملت تحقيق في منتصف التسعينات عن جماعات بتاخد إتاوات من التجار الاقباط في أسيوط وبيسموها (جزية)علشان يداروا بلطجتهم وسرقتهم لفلوس الناس وسط ضعف الدولة ورخاوة المسىء ولين وقتها ..
اي واحد ماشي مع خطيبته ولا مراته ولا زميلته كان بيتثبت في الشارع ويتحقق معاه وبتضرب لو اللي معاه طلعت زميلة في الجامعة او صديقة او حتي خطيبة غير محجبة ..ده طبعا غير الاغتيالات والتفجيرات ..
فالعنف ده كله دلوقتي (لبس طرحة )والارهابيين اللي كانوا طايحين في المجتمع بكل هذا الفجر اتحجموا و (لبسوا طرح )فعليا ومعنويا ..و(اتحط عليهم )بلغة الشباب الايام دي ..
ولان الحرب علي الارهاب كانت امنية في المقام الاول وانشغلت بمنع اذى الارهاب للناس ..لم نتح الفرصة للمقاومة الثقافية ونشر ثقافة التسامح والإنسانية وحرية الرأي والعقيدة ..فالعنف الجبان والحقير ده معندهوش فرصة غير انه يعبر عن نفسه غير بالشماتة في موت شخص من دين مختلف او التعليقات الجارحة والمسيئة او محاولة زرع الفتنة الطائفية من وراء شاشة لاب توب ..
انما لما أقارن بالماضي اقول ..كنا فين وبقينا فين ومنه لله اللي فتح علينا البلاعة دي .وربنا يحاسبه بعدله وينتقم منه علي ما فعله بالمصريين