نجوميات
لستم من أهل الذكر !
محمد نجم
سبحان الذى “يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ”.. القائل فى قرآنه: “مَا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ”، وأن “ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين”.. الذين يؤمنون بالغيب والرسل والرسالات واليوم الآخر، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة.. وأن هذا “الكتاب” (هدى) من الله لعباده “المفلحين”.
ثم يأتى الله بالآية الحاكمة والفاصلة فى سورة آل عمران: “هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ”، وبعدها أتى دعاء المؤمنين بعدم “ضلال” القلوب، واستمرار الرحمة من الوهاب الكريم.
هذا هو القرآن المجيد الذى مضى عليه نحو 1450 عاما، شهدت الكثير من “فطاحل” العلماء وفقهاء الإسلام، تركوا لنا “كنوزا” قيّمة من التفاسير والشروح لآيات الله، ثم يأتى أحدهم ليقول “أن باب الاجتهاد مازال مفتوحا”، و”إن كل مائة عام تحظى الأمة بعالم أو فقيه مجدد”!
تمام.. وماذالو كان هذا “المبعوث” مشكك؟ وأين يكون التجديد المزعوم؟!، فى العقيدة أم المعاملات؟، وفى الفروض أم النوافل؟، وفى العُرف أم القانون؟، وفى العادات أم التقاليد؟..
وإذا كان “الخالق” يقول فى الآية (7) من سورة النساء: “لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً”، فهل بعد ذلك قول؟.. ثم أورد فى الآيتين 11 و12 قواعد واضحة للحالات العامة المتكررة” محددًا الأنصبة المختلفة للمستحقين، وكذلك الآية 176 الخاصة بـ “الكلالة” أى الذى ليس له وارث من صلبه!
ثم يأتى التقرير والتأكيد فى الآيتين 13 و14 بأن ما تقدم من توصيف وتحديد للأنصبة هى: “تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ” ومن يلتزم بها ثوابه الفوز العظيم بالجنة، ومن يخالفها عذابه فى النار مهين!
الغريب والمدهش أن يطلبأحدهم “الاستفتاء” على “حدود الله” بعد نحو 1450 عامًا من نزول القرآن؟!، وبعد أن فرغنا من “التخريجات المضللة” لكل من البحيرى وعيسى.. وغيرهم.
فمن أنتم؟! وماذا لديكم بعد الشيخ الغيور جمال الدين الأفغانى والمجدد محمد عبده الذى لقّب بالإمام؟
ارحمونا يرحمكم الله.. لقد أصبحنا أمة تعيش فى الماضى، مهملة الحاضر، غائبة عن المستقبل.
اتركوا “الأمور الدينية” للأزهر الشريف ودار الإفتاء.. فهم أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون!