شارل فؤاد المصري :
تغيير الساعة.. الفوائد والاضرار
تُعد ممارسة تغيير التوقيت بين الشتاء والصيف المعروف باسم “توقيت توفير الطاقة” من الإجراءات المتبعة في العديد من دول العالم، بهدف تحقيق أقصى استفادة من ساعات النهار وتقليل استهلاك الطاقة.
لكن هذه الممارسة تثير جدلاً واسعًا بين مؤيديها الذين يرون فيها فوائد اقتصادية واجتماعية ومعارضيها الذين يشيرون إلى تأثيراتها السلبية على الصحة والنظام اليومي.
فما فائدة هذا التغيير؟ ومتى بدأ تطبيقه في مصر؟ وكم دولة تشترك فيه؟ وهل له فوائد اقتصادية حقيقية؟
بدأت مصر تطبيق نظام تغيير التوقيت مرتين سنويًّا في عام1957خلال فترة الرئيس جمال عبد الناصر، بهدف ترشيد استهلاك الطاقة.
لكن هذه الممارسة شهدت تعليقًا وإعادة تفعيل عدة مرات بسبب الظروف السياسية والاقتصادية.
ففي 2011 أُلغيت بعد أحداث يناير، ثم أُعيدت في 2014 قبل أن تُعلق مرة أخرى في 2016 بسبب ارتباطها بشروط قرض صندوق النقد الدولي.
وفي 2023، قررت الحكومة إعادة تفعيل النظام كجزء من خطة لمواجهة أزمة الطاقة، حيث بدأ التوقيت الصيفي في 28 أبريل 2023.
يُقدر عدد الدول التي تُغير التوقيت بنحو 70 دولةحول العالم، معظمها يقع في المناطق المعتدلة شمال وجنوب خط الاستواء، حيث تتفاوت ساعات النهار بشكل ملحوظ بين الفصول.
من أبرز هذه الدول دول الاتحاد الأوروبي حتى الآن، رغم مناقشة إلغائها.
الولايات المتحدة وكندا باستثناء بعض الولايات مثل ولاية أريزونا
أستراليا في بعض الولايات و عدد من دول الشرق الأوسط مثل إيران والأردن.
في المقابل لا تتبع معظم الدول القريبة من خط الاستواء هذا النظام، لثبات طول النهار لديها تقريبًا طوال العام.
اذن ما فوائد تغيير توقيت
اولا :ترشيد استهلاك الطاقة لأن
الفكرة الأساسية هي تقليل استخدام الإضاءة والكهرباء في المساء عبر تمديد ساعات النهار. تشير الدراسات إلى أن ذلك قد يوفر ما بين 0.5% إلى 1% من الاستهلاك السنوي للطاقة في الدول المعتدلة، خاصة في فترات الذروة.
ثانيا :قد تعزز النشاط الاقتصادي عبر زيادة ساعات النهار الطويلة من فرص الإنفاق في قطاعات مثل السياحة والتجارة والترفيه.
ففي الاتحاد الأوروبي تؤكد آخر الاحصائيات ان الزيادة في المبيعات بالتجزئة تصل الي نسبة من2% إلى 5% خلال أشهر التوقيت الصيفي.
ثالثا: حسب الدراسات المرورية يُسهم وجود ضوء النهار في ساعات الذروة المسائية في خفض نسبة الحوادث، خاصة في الدول ذات الطرق المزدحمة.
اما في القطاعات التي تعتمد على العمالة النهارية كالزراعة والبناء، قد تُحسن ساعات العمل الإضافية من الإنتاج.
ورغم المزايا النظرية، تواجه هذه الممارسة انتقادات بسبب
عدم جدوى توفير الطاقة خاصةمع تطور تقنيات الإضاءة الموفرة مثل لمبات الليد و تعديل الجداول الزمنية للنقل والاتصالات يستهلك موارد مالية وبشرية
وفي مصر ارتبطت قرارات تغيير التوقيت بالأزمات الاقتصادية. فإعادة تفعيل تغيير الساعة في 2023 جاءت كإجراء طارئ لتخفيف الضغط على شبكة الكهرباء، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة
لا يزال تغيير التوقيت سياسة مثيرة للجدل. فبينما تدعمه دول لفوائده الاقتصادية والاجتماعية المؤقتة ترفضه أخرى بسبب تكلفته البشرية وعدم فعاليته على المدى الطويل.
في النهاية يعتمد القرار على أولويات كل دولة ومدى حاجتها للموازنة بين توفير الطاقة والحفاظ على “رفاهية” المواطنين.
دمتم سالمين