افتتح البنك التجاري الدولي مكتبا تمثيليا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بهدف تحسين معرفة البنك بالسوق الإثيوبية، وتعزيز علاقاته مع البنوك المحلية وكذلك الصادرات المصرية إلى إثيوبيا، وهو ما يمثل الخطوة الأولى في الخطة التي يتبناها منذ 2017 للتوسع خارج مصر.
وإلى جانب التواجد المحدود في دبي، كان البنك التجاري الدولي يركز سابقًا على السوق المحلية بشكل حصري، “ولكن الوضع قد تغير تمامًا” على حد وصف محمد سلطان، الرئيس التنفيذي للعمليات بالبنك التجاري الدولي.
وقال محمد سلطان: “نحن نسعى إلى الإنخراط بالأسواق التي نرى فيها إمكانات للتوسع، وهو ما حتم علينا البحث بجدية عن الفرص المتاحة بالسوق الإفريقية خلال العامين الماضيين”.
ويهتم “التجاري الدولي” بشكل استثنائي بمنطقة شرق أفريقيا، ويعتبرها السوق الخارجية الأكثر ملائمة لعمل بنك مصري، بسبب الروابط التجارية القوية بين مصر وتلك المنطقة.
وأضاف سلطان: “نحن نتطلع إلى حيثما يمكن أن نضيف قيمة، وحيثما يمكننا المنافسة”، وقال: “سيكون من المنطقي بالنسبة لنا التوسع في الخليج أو في أوروبا، على سبيل المثال”.
وأشار إلى إن العلاقات الوثيقة بين مصر والمنطقة (التي تم تمكينها جزئيًا من قبل السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا، والتي تعد عضوًا فيها) بالإضافة إلى التوسع الأخير للشركات المصرية في شرق أفريقيا، تجعل المنطقة سوقًا واعدة بشكل خاص للمؤسسات المالية مثل CIB.
كينيا هى المركز التجاري لشرق أفريقيا
ويستشهد سلطان بعمل شركة السويدي إلكتريك المصرية والمقاولون العرب في إقامة سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في تنزانيا، بقيمة 3 مليارات دولار، كمثال على نوع المشروع الذي يمكن أن يدعمه البنك التجاري الدولي بشكل أكثر فاعلية إذا كان موجودًا في المنطقة.
ومن ناحية أخرى، أوضح سلطان أن كينيا تعد السوق الأكثر جاذبية لأنها تمثل مركزًا تجاريًا لشرق أفريقيا، قائلًا: “كنا ننوي دائمًا الدخول إلى كينيا أولًا، لذا كان من المنطقي أن نبدأ بها”، مستشهدا بمليارات الدولارات التي تحققها التجارة السنوية بين كينيا ومصر.
وواصل حديثه: “أن الإمكانات كبيرة للغاية هناك، ونحن نحاول الاستفادة من ذلك لدعم رجال الأعمال المصريين المشاركين بالتجارة الإقليمية.
“ولم يؤمّن البنك التجاري الدولي بعد عملية استحواذ مصرفية بإثيوبيا، على الرغم من أنه يبحث في العديد من الفرص المحتملة هناك”، ويقول سلطان: “كلما سنحت لنا الفرصة المناسبة، لن نتردد”.
وحول عمل البنوك الأجنبية داخل أثيوبيا، قال سلطان: إننا نعتقد أن الحكومة الإثيوبية تعمل على تغيير هذه القوانين، وسيُسمح قريبا لعدد كاف من البنوك الأجنبية بالعمل هناك.
وتعد إثيوبيا واحدة من الأسواق التي لا تمنح تراخيص للمؤسسات المالية الأجنبية، ولكن CIB ينشئ وجودًا هناك تحسباً لإصلاحات تنظيمية مُحتملة تسمح لها بالحصول على ترخيص بنكي كامل في وقت لاحق.
وتعمل الحكومة حاليًا على دفع إصلاحات التحرير المختلفة التي يمكن أن تسهل ذلك.
وقال سلطان: “نعتقد أن الحكومة تعمل على تغيير هذه القوانين، وسيسمح قريباً لعدد كافٍ من البنوك الأجنبية بالعمل هناك بتراخيص أو من خلال الاستحواذ على البنوك المحلية”.
وبصورة أوضح، يقول إن النمو السريع لإثيوبيا (حوالي 10% سنويًا) والإصلاحات الاقتصادية تجعلها قاعدة جيدة على المدى الطويل لصالح البنك التجاري الدولي.
وعلى الرغم من أن مكتب أديس أبابا يرأسه مصري، يقول سلطان، فإن النية هي أن يكون جميع الموظفين الآخرين إثيوبيين.
تنزانيا وأوغندا هى الخطوة التالية للبنك
وفي شرق أفريقيا، يعتزم CIB منح تمويل للتجارة والمشروعات، بالإضافة إلى الخدمات المصرفية عبر الإنترنت (إلى جانب شبكة فروع محدودة) لعملاء التجزئة والشركات.
وخارج كينيا وإثيوبيا، يعتقد CIB أن تنزانيا وأوغندا قد تثبتان جاذبيتهما أيضًا.
ولا يعد CIB البنك المصري الوحيد الذي يرغب في التوسع بأفريقيا، فقد أعرب بنك مصر عن نيته بالتوسع في كينيا.
وتتوسع البنوك الاستثمارية المصرية جغرافيا أيضًا، حيث تبحث EFG Hermes وشركة بلتون المالية عن أسواق جديدة.
وطورت EFG وجودها في نيجيريا وكينيا خلال العامين الماضيين، بينما سعت شركة بلتون دون جدوى إلى الحصول على حصة مسيطرة في مجموعة مصرفية غرب أفريقيا Oragroup في عام 2018.