بقلم: أمينة الحجامي، مديرة برامج
بحلول شهر أكتوبر 2021، وقعت كل من مؤسسة الأطلس الكبير ومؤسسة الصندوق الوطني للديمقراطية اتفاقية شراكة مع جامعة القاضي عياض بشأن مشروع “تعزيز مشاركة فئات المجتمع المدني والجامعات في التنمية”، كما وقعت اتفاقية شراكة أخرى في يناير 2021 مع كلية العلوم القانون و الاقتصادية والاجتماعية، و جمعية العيادة القانونية للدراسات والبحاث. على أعقاب ذلك، انطلق المشروع في أكتوبر 2021 وسيمتد إلى غاية نونبر 2023. وتم استهداف فئات معينة للامستفادة من هذا المشروع وهم طلاب جامعة القاضي عياض (مراكش وآسفي وقلعة السراغنة) وممثلوا الجمعيات المدنية (الجمعيات والتعاونيات والمراكز) بجهة مراكش آسفي.
وجرت العادة أن تقوم مؤسسة الأطلس الكبير بزراعة الأشجار كل عام في الأسبوع الثالث من شهر يناير، وتماشياً مع انفتاح الجامعة على مبادرات المجتمع المدني، قامت السيدة أمينة الحجامي، مديرة البرامج، بمعية الأستاذ عبد الرحيم بيداح، القائم بأعمال مشتل قرية أقريش جماعة تمصلوحت (إقليم الحوز)، والسيدة صفاء أكرجوت، ممثلة العيادة القانونية بجامعة القاضي عياض مراكش، بالمشاركة في وضع بعض الحفر ثم زرع اشجار (اللوز والجوز والزيتون والخروب والنباتات الطبية) بمساعدة وحضور الطلبة (اعضاء نادي البيئة في المدرسة)، والمعلمين، والسيد عبد المولى العطوانة، مدير مدرسة الغنانمة الابتدائية بتمصلوحت. قدمت السيدتين أمينة وصفاء أهداف مشروع العيادة القانونية وأدواره لدعم المجتمعات المحلية التي تحتاج إلى مختلف خدمات المساعدات القانونية.
نود بهذه المناسبة أن نعرب عن جزيل الشكر للسيد عبد المولى وفريق مدرسة الغنانما على اللأوقات الرائعة التي قضيناها معهم. ولن أنسى أبدا كيف تحدث مدير المدرسة عن مبادرته الأولى عند بداية مشواره المهني كمدرس في مدرسة ابتدائية بإقليم أزيلال عام 1992، ثم في مدرسة أخرى في أوريكا، مؤسسة طلعة نعقوب، ليواصل بعدها حالية في جماعة تامصلوحت إقليم الحوز. خلال دردشتي معه، وجدت أنه لا يقتصر فقط على القيام بعمله كمدرس أو مدي، ولكنه دائمًا ما يترك بصماته الإيجابية في المدارس ومع الأطفال. إنه نموذج للمعلمين والمديرين الذين يعملون بجد من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
بعد غرس الأشجار في المدرسة، ذهب فريق مؤسسة الأطلس الكبير والتقى بنساء تعاونية أشبارو في قرية أشبارو، وهناك شاركوهم زراعة بعض الأشجار في فضاءات التعاونية المحلية بمشاركة نساء القرية. بالإضافة إلى ذلك، عرضت السيدتين أمينة وصفاء مشروع المساعدة القانونية وأطلعت النساء على الأنشطة المستقبلية للعيادة، كما قامت أيضًا بإبلاغ وتوعية النساء حول الآثار السلبية للزواج المبكر على الفتيات والهدر المدرسي المبكر، تحديات تواجهها فتيات المدرسة الابتدائية في هذه القرية. وشجعن النساء على إعالة بناتهن للعودة إلى المدرسة وإتمام دراستهن.
بالإضافة إلى ذلك، أطلعت السيدة أمينة نساء التعاونية على الأهداف والأنشطة المستقبلية لمشروع الاتحاد الأوروبي والذي سيركز على فصول محو الأمية، وتمكين المرأة، والنهج التشاركي، وتمكين الذاتي والإقتصادي للمرأة لفائدة 20 تعاونية بجهة مراكش آسفي. أظهرت النساء كم هن متحمسات ومهتمات للغاية بالمشاركة في هذه المبادرة وفي مشروع الصندوق الوطني للديمقراطية .
عملًا على إنجاح هذه المبادرات، تعلن مؤسسة الأطلس الكبير عن استعدادها والتزامها بالتعاون مع طلاب العيادة القانونية للقيام بأنشطة مستقبلية لفائدة المدرسة، أو مع نساء تعاونية أشبارو التي تعمل في الأنشطة الحرفية (السجاد والكروشيه والديكور باستخدام ملونات طبيعية من أصل نباتي).
أمينة الحجامي، مديرة مشاريع بمؤسسة الاطلس الكبير حيث تشرف على برنامج العيادة القانونية بمراكش بشراكة مع جامعة القاضي عياض، جمعية العيادة القانونية للدراسات و الابحاث، كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية، و الصندوق الوطني للديموقراطية (NED)وبرنامج محو الأمية للتمكين الذاتي و الاقتصادي للنساء بشراكة مع الاتحاد الاوروبي.