مصر ليست دكان بقالة ياكومبارس الإعلام

حسن عامر

النغمة واحدة بإيقاعات مختلفة ، وأصوات مدربة علي تسريب رسالة سوداوية عن الإقتصاد المصري .. مصر علي مشارف الإفلاس ..

ديون مصر فوق الطاقة والإحتمال ، وليس هناك تصور معقول لسدادها في الآماد القصيرة أو الطويلة .

الشعب المصري تحمل سياسات مالية ونقدية واستثمارية فاشلة ، وربنا يساعدة علي دفع ثمن الفشل ..

وحتي لو خرجت مصر من الأزمة الحالية ، بقرض من الصندوق ، أو ببيع بعض الأصول المالية والعقارية ، فإنها سوف تتحمل أهوالا من تعليمات الصندوق ، وأهوالا أخري من أصحاب الأموال العربية ، الذين إنقضوا علي الأصول المصرية ، ينهشونها ويجردونها من أي مستقبل ..

أما عن إجمال الديون المصرية فتحدث الكومبارس بإشفاق ( يالهوي يالهوي ) ١٥٠ مليار دولار إحترقت في الهواء علي شوية طرق وكباري وعمارات سكنية . مافيش أصل واحد منتج أقامته مصر في عهد السيسي .

شاهدت وسمعت وأنصت الي هذا الرسائل من هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية ، ومن فرانس ٢٤ ، ومن دويتش فيله الألماني ، ومن الجزيرة القطرية والحرة الأمريكية ..

المذهل إن نفس النغمة تتردد بإيقاع منخفض في بعض القنوات المصرية ..

جل المناقشات . هي مصر عايزة كام من الصندوق . ولو تصورنا أن الصندوق كان كريما بدرجة عالية ، هل يستطيع إقراض مصر ٣٠ مليار جنيه ، مطلوب سدادها حتي نهاية ٢٠٢٢ . وماهي الأصول التي تطرحها مصر للبيع . مش خسارة نبيع البنك التجاري الدولي . مش خسارة نبيع شركات توزيع الوقود . مش خسارة نبيع مواقع سياحية … وهكذا ..

بالمناسبة ماتطرحه السلطات للبيع كان مطلبا ملحا لبعض قوي وشخصيات القطاع العام ، بدعوي إن الحكومة بتكوش علي كل مصادر العمل في السوق ..

بضمير وطني خالص ، عاش تجربة حياتية طويلة العمر نسبيا ، وعاصر مصر عبد الناصر والسادات ومبارك أقول إن هذه المناقشات لا هي إقتصادية ، ولا مالية ، ولا هي تبحث عن بدائل ، ولا تقدم شيئا لمصر ، بل تقدم أشياءا لأطراف أخري ، عز عليها أن تنهض مصر مرة أخري . وأن تعيد أمجاد دولة محمد علي .

كل هذه الأبواق بغير إستثناء ، بما في ذلك الأبواق الداخلية : تسعي لإقناع الشعب المصري بفشل تجربة عبد الفتاح السيسي .. وفشل مشروع الجمهورية الجديدة ..

مصر ياسادة ليست دكان بقالة ، عندها دفترين واحد للمصروفات وواحد للإيرادات ..

وبالتالي إذا إنخفضت الإيرادات ، وتوقفت الموارد لبعض الوقت ، علي صاحب البقالة ، أن يستدعي الصنديك ، لإدارة التفليسة . وعليه العوض ..

مصر ليست دكان بقاله ياكومبارس الإعلام …

مصر دولة عظمي ، إصولها ليس شوية شركات وبنوك ، بل جيش يحتل المكانة التاسعة بين جيوش العالم . وعدد سكانها ١٠٠ مليون متجانسين ، متماسكين ، فاهيمن قدر بلدهم ..

مصر دولة عظمي بسبعة وعشرين محافظة و١٦٠ مدينة كبري ومتوسطة و٤٠ مدينة من الجيل الثالث و١٦ مدينة من الجيل الرابع .. ولديها من الأصول مايفوق دولة في حجم إيطاليا ..

مصر دولة تتباهي بين الدول بإنجازاتها في مجالات شبكات الطرق والكهرباء والمياة والسكك الحديد والمترو والقطارات الكهربائية .. مصر لديها أصول خلاقة في مجال الزراعة والصناعة والثروة المعدنية والبترول والغاز ..

مصر الأقصر والمتحف الكبير ومتحف الحضارات ومقام السيدة وسيدنا الحسين ..

مصر إيها الصعاليك في القنوات الإجنبية التي تتحدث العربية ، والقنوات المصرية المشكوك في ولائها دولة : تستعصي علي الإفلاس أو الصنديك ..

إتكلموا عن دول أخري بأي نغمة ..

لكن عندما تتحدثون عن مصر : قفوا إنتباه وإهتفوا من قلوبكم تحيا مصر ..